ينذر إقدام عشائر شيعية في البقاع الشمالي بلبنان على تشكيل ما أطلق عليه "لواء القلعة" لمحاربة المسلحين في جرود المنطقة المحاذية لسوريا، بجر إلى البلاد لفتنة مذهبية، لاسيما أن هذه القوة خارجة عن سلطة الدولة.
وبعد أيام على إعلان زعيم حزب الله اللبناني أن العشائر في البقاع وبعلبك والهرمل لن تقبل "بقاء إرهابي واحد ولا تكفيري واحد في جرود عرسال أو البقاع"، أعلن عدد من العشائر في المنطقة عن تشكيل ما سموه لواء القلعة.
وأثار إعلان تشكيل "لواء القلعة"، الذي يحاكي ميليشيات "الحشد الشعبي" في العراق، موجة انتقادات في لبنان خاصة أن هذه الخطوة جاءت عقب رفض أهالي عرسال مشاركة "حزب الله" في مهاجمة المسلحين في جرود المدينة.
ويصر أهالي المدينة التي تقطنها أغلبية سنية على حصر عملية ملاحقة المسلحين السوريين، وبعضهم ينتمي إلى جبهة النصرة، الذين ينتشرون في المناطق الجبلية السورية المحاذية للأراضي اللبنانية، بالجيش والقوات الأمنية الشرعية.
وفي سياق المخاوف من تداعيات تشكيل هذه القوة التي ينضوي تحت لوائها، حسب صحف لبنانية، نوح زعيتر، وهو أحد تجار المخدرات المطلوب بموجب مذكرات جلب، أعرب تيار المستقبل عن رفضه للخطوة التي "تهدد السلم الأهلي".
ورفض بيان التيار، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري، "لجوء حزب الله مؤخرا الى الاستنجاد برموز الإجرام والتهريب وترويج المخدرات في منطقة البقاع ودفعه للإعلان عن تشكيل ما يسمى بلواء القلعة..".
وأضاف أن هذه الخطوة هي "لعب بنار الفتنة وهو من أكبر الدلائل على نية الحزب ومن خلفه ايران على دفع أهالي المنطقة إلى مواجهات بين بعضهم بعضا، بدل أن يكون الهدف لديهم العمل على تخفيف التورط..".
وأكد التيار أن "هذه الممارسات وهي من أخطر الظواهر والخطوات التدميرية التي سبق للحزب أن ارتكبها وما يزال لجر البلاد إليها، وهي من دلائل الافلاس والفشل السياسي وتهدد السلم الاهلي والاستقرار الاجتماعي..".
يشار إلى أن حزب الله يخوض مواجهات ضد فصائل المعارضة السورية المسلحة إلى جانب القوات الحكومية في عدة مناطق بسوريا، لاسيما في جبال القلمون المتاخمة للحدود اللبنانية، الأمر الذي ترفضه عدة أحزاب لبنانية.