لم يشكل احتجاز تنظيم الدولة "داعش" 90 مسيحيا آشوريا، إثر هجوم شنه على قريتين بمحافظة الحسكة في شمال شرق سوريا، الثلاثاء، أي مفاجأة فقد بقيت الأقليات مستهدفة لفترة طويلة من قبل التنظيم.
وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها أن تنظيم الدولة يقوم بقتل أعضاء الأقليات العرقية والدينية، واختطافهم وتهديدهم، في مدن العراق مثل الموصل ومدن سوريا كالرقة.
وقامت الجماعة المسلحة منذ استيلائها على الموصل، بخطف ما لا يقل عن 200 من طائفتي الشبك والأيزيدية، وقتلت 11 منهم على الأقل، كما اختطفت راهبتين و3 أيتام مسيحيين وأمرت كافة المسيحيين بتغيير دينهم أو دفع أموالا أو الرحيل عن الموصل.
وكان كافة التركمان والشبك تقريبا -البالغ عددهم بضعة آلاف من العائلات إجمالا- قد فروا من تجمعاتهم السكانية قرب الموصل نتيجة لمداهمات داعش التي يقوم المقاتلون فيها بأسر رجال المنطقة ونهب المنازل ودور العبادة، كما قال سكان تلك القرى.
وقام تنظيم داعش أيضا بتعذيب بعض من اعتقهلم، بحسب هيومن رايتس ووتش، ففي يونيو أسر التنظيم المتطرف 28 من حرس الحدود الأيزيدية واحتجزتهم كرهائن مقابل فدية لمدد تصل إلى 25 يوما.
وبدأ داعش في منتصف يوليو بوضع علامات على ممتلكات الأقليات لتصنيفهم كمسيحيين، وشبك وأزيديين، مع وصفهم بألقاب مهينة لهم كـ"الصليبيين وعبدة الشيطان".
وبدأت بفرض عقوبات مالية على التجار المسيحيين القليلين المتبقين، بحسب ما قال سكان مسيحيون وسلطات دينية.
ويعرف المسيحيون الآشوريون، بكنيسة الشرق، أو الكلدان، وهم الطقس الشرقي للكنيسة الكاثوليكية التي انفصلت عن الآشوريين.
ويعتنق الأيزيدية الذين تربطهم صلة عرقية بالأكراد، ديانة عمرها 4000 عام تتمحور حول الطاووس ملك. ويتمتع الشبك بروابط عرقية مع الأكراد والأتراك والفرس. أما التركمان، فهم مرتبطون عرقيا بالأتراك.
وقبل أسابيع، قام داعش بذبح 21 مصريا قبطيا في ليبيا، كان قد اختطفهم في وقت سابق. وكلمة الأقباط تشير للمسيحيين الذين يتمركز معظمهم في جمهوريه مصر العربية والسودان وبعض دول المهجر.
وبحسب خبراء بالتنظيمات الإرهابية يهدف تنظيم داعش إلى تفتيت النسيج المجتمعي وتغير ديموغرافية الأماكن التي تقطنها الأقليات، بالإضافة إلى فرض مزيد من الضغط عليهم للانحياز إلى أحد الأطراف على الأرض بهدف التلاعب بهوياتهم.
وقال الكاتب الكردي السوري شيفان خابوري في في حديث لسكاي نيوز عربية: "أن هدف داعش من خطف وقتل أشخاص ينتمون إلى أقليات دينية هو تفريغ مناطق معينة من سكانها بهدف إحداث ثغرات قد تزيد من سيطرتهم على الأراضي التي يسيطرون عليها".
ومن جهته، قال الكاتب علي بكر،المتخصص في شوؤن الحركات المتطرفة،: "هذا التنظيم يسعى إلى فرض قيود متشددة على من يخضع تحت سيطرته لاسيما الأقليات واعتبارهم أهل ذمة، وهذا التنظيم يريد إشعال حرب طائفية في المنطقة وأن يحقق أهدافه على جثث الأقليات الدينية في المنطقة".