أم علي.. واحدة من بين 1.5 مليون "أرملة" عراقية حسب الإحصاءات الرسمية في البلاد، تكافح لتعول أبناءها الأربعة، التقتها "سكاي نيوز عربية" في بغداد.
تعيش مع عائلتها في غرفة مبنية على أرض حكومية لا ترتقي إلى مستوى الإنسانية وتحت سقف معدني، وحالها ربما يكون أفضل من حال نظيراتها لكنه يعكس واقع الأرامل في بلاد الرافدين وسط دعم حكومي يقولون إنه "لا يكفي".
"ما الذي أفعله؟ ما باليد حيلة" ..تتساءل أم علي التي أصبحت بين خيارين، إما أن تجلس وتندب حظها أو أن تبحث عن عمل وآخر حتى تستمر حياتها وحياة أبنائها.
وتضيف: "الحياة صعبة وقاسية وتحتاج للقوي لكي يقف في وجهها".
ويقل أجر أم علي عما يعادل 200 دولار شهريا لقاء عملها عاملة نظافة في دار حضانة، لكن مشكلتها المادية تضاعفت بعدما اعتقل شقيقها لأنها قررت أن تكفل زوجته وأولاده.
واستعانت على قضاء حاجاتها المتزايدة بمشروع خاص نفذته مع والدتها، إذا عمدت إلى طهو وتجهيز الطعام حسب الطلب وبيعه لمن يريد، ويبدو أن هذا المشروع نال استحسان العديد من جيرانها ومعارفها ما أدى إلى زيادة أعدادهم نسبيا.
وتوضح: "اضطررت للاقتراض من بنك لتنفيذ مشروعي مع أمي، كما أنني أبيع بعض الحلوى في محل صغير".
وفقدت أم علي زوجها بعد اختطافه من قبل مليشيا "جيش المهدي" عام 2006، وتقول والدتها إنهم عثروا على جثته وعليها آثار تعذيب ملقاة في مكب للنفايات.
لم يكن هذا مصير زوج أم علي وحده، فزوج ابنتها كان ضحية "التطرف" في العراق، إذ اختطف عندما كان برفقة زوجته ليعثر عليه فيما بعد جثة هامدة ملقاة في مكب النفايات وعليها آثار أعيرة النارية في كل شبر من جسده والتعذيب باستخدام المثقاب الكهربائي، حسب قولها.