انتهت عملية اقتحام سجن "تسفيرات" تكريت (شمال العاصمة العراقية بغداد)، بسقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح غالبيتهم من رجال الأمن والشرطة، وبتدخل من الفرقة الذهبية التابعة لمكتب القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الحكومة نوري المالكي.
الهجوم الذي نفذته مجموعة مسلحة ليل الخميس من خلال تفجير سيارتين مفخختين أمام بوابات السجن الذي يضم نحو 350 نزيل، بينهم محكومين بالاعدام وبتهم تتعلق بالارهاب، أسفر عن هروب عشرات السجناء ممن صدر بحقه حكماً بالاعدام.
وأكدت مصارد فضلت عدم ذكر هويتها في المدينة التي تشهد حظرا للتجوال منذ الخميس، أن الفرقة الذهبية التابعة للمالكي وصلت إلى المدينة مساء الخميس من أجل السيطرة على السجن.
وأضحت تلك المصادر لـ "سكاي نيوز عربية" أن "الحصيلة النهائية للهجوم، بلغت أكثر من 60 شخصاً، بينهم 12 قتيل من رجال الشرطة فيما جرح نحو 30 آخرين".
وعن عدد السجناء الفارين قالت المصادر "إن عدد الفارين من سجن التسفيرات بلغ نحو 116 سجين، غالبيتهم من المحكومين بالاعدام وينتمون الى ما يعرف بتنظيم القاعدة" لافتة إلى أن القوات الأمنية "استطاعت أن تلقي القبض على 24 سجيناً ممن فروا من السجن".
وحول ما تردد من أن السجناء استولوا على ملفات قضاياهم المحفوظة في السجن قالت المصادر "إن السجناء استطاعوا السيطرة على ملفات قضاياهم سيما ما يتعلق بوثائق المخبر السري والدعاوى المرفوعة من قبل الأهالي بحقهم".
ووصفت العملية "بالنوعية" مبينة "أن السلطات الامنية لا تحتفظ بنسخ عن الملفات التي تم الاستيلاء عليها من قبل السجناء الفارين" لافتة إلى أن "الهجوم نفذ بدقة عالية وبتنسيق بين المجموعة المنفذة والسجناء" بحسب تعبيرها.
من جانبها، اعترفت وزارة الداخلية العراقية، على لسان مصدر امني لـ "سكاي نيوز عربية" "أن عدد السجناء الفارين من سجن التسفيرات بتكريت بلغ نحو 80 سجيناً" مبيناً "أن عدد القتلى من رجال الأمن بلغ 10 أشخاص بالإضافة الى جرح 30 اخرين"، وأضاف "كذلك أسفر الهجوم عن مقتل خمسة من نزلاء السجن واصابة 20 آخرين بجروح".
وكانت قيادة شرطة محافظة صلاح الدين قد اعلنت في 19 سبتمبر الجاري، عن إحباط محاولة لهروب سجناء من السجن المركزي وسط تكريت.
ويضم سجن التسفيرات في تكريت أكثر من 350 نزيلا بينهم محكومون بالاعدام، بعد أن كان العدد يقترب من الـ 900 نزيل، قبل أن تقرر الجهات المسؤولة توزيع المعتقلين على مراكز أخرى اثر اعمال شغب اندلعت خلال العام الماضي 2011.
يذكر أن محافظة صلاح الدين ومركزها مدينة تكريت، 170 كلم شمال العاصمة بغداد، تشهد بين مدة وأخرى أعمال عنف تستهدف المدنيين والقوات الأمنية على حد سواء.