أفاد مسؤولون ليبيون بأن وحدة من القوات الأميركية أرسلت جوا عبر الصحراء الليبية لإنقاذ الدبلوماسيين الأميركيين المحاصرين من بنغازي الأربعاء وقعت في كمين محكم خلال الليل أدى إلى سقوط قتيلين أميركيين آخرين.
ولايزال الغموض يكتنف تفاصيل الأحداث التي دارت عند القنصلية الأميركية حيث قتل السفير وأميركي رابع عقب احتجاجات على فيلم اعتبر مسيئا للإسلام، حسب وكالة "رويترز".
لكن اثنين من المسؤولين الليبيين أحدهما قائد وحدة من قوات الأمن رافقت قوة الإنقاذ الأميركية قالا إن الشواهد تدل على أن هجوما لاحقا على ملاذ آمن اختبأ فيه الدبلوماسيون نفذه محترفون.
إلى جانب ذلك حدثت أخطاء تسببت في نقل معلومات مغلوطة عن عدد الأميركيين الذين ينتظرون الإنقاذ، إذ كان هناك 37 أميركيا أي نحو أربعة أمثال العدد الذي توقعه القائد الليبي.
ووجد الناجون وقوات الإنقاذ أنفسهم بلا وسائل نقل كافية للهرب من المعركة الثانية، مما أخر الهروب إلى المطار حتى الفجر.
وقال النقيب فتحي العبيدي الذي صدرت الأوامر لوحدة العمليات الخاصة التي يقودها بالالتقاء مع وحدة أميركية من 8 أفراد في مطار بنغازي إنه بعد عثور رجاله والفرقة الأميركية على الناجين الأميركيين الذين تم إخلاؤهم من القنصلية المحترقة تعرض الملاذ الآمن الذي كان عبارة عن فيلا معزولة لقصف شديد ودقيق بقذائف المورتر.
وأضاف: "أعتقد فعلا أن هذا الهجوم كان مدبرا" مؤكدا تلميحات من بعض المسؤولين الليبيين أن جانبا من الهجوم الذي تعرض له الأميركيون كان من عمل مقاتلين متمرسين، مشيرا إلى أن دقة إصابة القذائف لا يمكن أن ينفذها ثوار عاديون.
وأوضح العبيدي "سقطت 6 قذائف مورتر مباشرة على الطريق المؤدي إلى الفيلا. وخلال هذا القصف جرح أحد جنود مشاة البحرية الذي كنت قد أحضرته معي وسقط على الأرض".
وتابع: "وبينما كنت أسحب الجندي الجريح إلى مكان آمن صاح بعض مشاة البحرية الذين كانوا على سطح الفيلا كرماة وانبطح بقية مشاة البحرية على الأرض، وسقطت قذيفة مورتر على جانب البيت. وطار أحد مشاة البحرية من على السطح وسقط علينا".
وحث دبلوماسي أميركي رفيع العبيدي على مواصلة عملية الإخلاء لكن العبيدي واجه مشكلة في نقص وسائل النقل إذ قيل له أنه سينقل 10 أميركيين لكنه فوجئ بوجود 37 أميركيا، أما السفير فقد قال مسؤولون ليبيون إنه توفي من آثار الاختناق في مستشفى محلي.
ولم يكن لدى العبيدي عدد كاف من السيارات للهروب من المكان رغم أنه كان لديه مدفع ثقيل مضاد للطائرات على شاحنة صغيرة.
وقال العبيدي "كانت المكالمات تنهال علي من كل أنحاء البلاد من مسؤولين في الحكومة الليبية كانوا يريدون مني الإسراع بإخراجهم. لكني قلت لهم إننا في ظروف صعبة وإنني احتاج المزيد من الرجال والسيارات".
وفي النهاية وصلت عشرات السيارات من ألوية أخرى من الميليشيات المؤيدة للحكومة ومع شروق الشمس اتجهت القافلة إلى المطار حيث نقلت طائرة دفعة أولى من الأميركيين إلى العاصمة الليبية".
كان لواء درع ليبيا الذي يقوده العبيدي تشكل من المدنيين خلال الانتفاضة على حكم الزعيم الليبي السابق معمر القذافي العام الماضي، وأصبح الآن جزءا من القوات التي تستخدمها الحكومة لحفظ النظام.
وأشار مسؤولون ليبيون آخرون إلى احتمال تورط جنود سابقين من الموالين لأسرة القذافي أو إسلاميين ممن تدربوا في أفغانستان وقاتلوا فيها.
وقال عدد من المسؤولين الليبيين والشهود إن مظاهرة الاحتجاج عند القنصلية كانت سلمية في البداية رغم رصد بعض عناصر ميليشيا إسلامية.
وفجأة اشتدت حدة التوتر واعتقد المتظاهرون أنهم يتعرضون لهجوم من داخل القنصلية وأحضر البعض الأسلحة وانتهى الحال إلى اشتعال النار في القنصلية وهروب معظم الأميركيين إلى البيت الآمن بعد أن أصيب اثنان بإصابات قاتلة أحدهما كان السفير كريستوفر ستيفنز ودبلوماسيا آخر.