أحكمت قوات الامن المصرية الأربعاء سيطرتها على منطقة رابعة العدوية في القاهرة بعد تمكنها من فض اعتصام حاشد لجماعة الإخوان، وذلك بعد ساعات من فض اعتصام آخر في ميدان النهضة بالجيزة، في وقت أعلنت الحكومة المؤقتة فرض حظر تجول جزئي في 14 محافظة وتطبيق حالة الطوارئ لمدة شهر.
وقال التلفزيون المصري إن الأمن أحكم السيطرة على منطقة رابعة العدوية بعد مغادرة المئات من أنصار الرئيس السابق محمد مرسي المنطقة عبر ممر آمن وفرته قوات الأمن للمعتصمين من أجل إخلاء المكان.
وشهدت تلك المنطفة اعتصاما حاشدا استمر أكثر من شهر، احتجاجا على عزل الرئيس السابق محمد مرسي، بعد انتفاضة شعبية ضخمة ضد حكمه.
وأعلنت الحكومة المصرية فرض حظر تجول من الساعة السابعة مساء وحتى السادسة صباحا في القاهرة والإسكندرية والسويس و11 محافظة أخرى.
وقال رئيس الوزراء المؤقت حازم الببلاوي إن الدولة لجأت إلى الحل الأمني بعدما استنفذت كافة الوسائل السياسية، ووضف حالة الطوارئ بأنها "أبغض الحلال"، متعهدا بان تكون في أقصر فترة ممكنة.
وقال وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم إن الشرطة فقدت 43 فردا في اشتباكات مع عناصر مؤيدة للإخوان المسلمين.
وأضاف إبراهيم إن قوات الأمن لن تسمح بأي اعتصامات أخرى في أي ميدان في البلاد.
وكان الرئيس المصري المؤقت، عدلي منصور، قد أصدر قرارا بفرض حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة شهر لاحتواء أعمال العنف التي اندلعت إثر قيام قوات الأمن المصرية بعملية لفض اعتصامين لأنصار الإخوان المسلمين، وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى.
وقال بيان صادر عن الرئاسة: "نظرا لتعرض الأمن والنظام في أراضي الجمهورية للخطر بسبب أعمال التخريب المتعمدة والاعتداء على المنشآت العامة والخاصة وإزهاق أرواح المواطنين من قبل عناصر التنظيمات والجماعات المتطرفة.. فقد أصدر السيد رئيس الجمهورية - بعد موافقة مجلس الوزراء - قرارا بإعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء الجمهورية لمدة شهر تبدأ من الساعة الرابعة بعد ظهر الأربعاء 14 أغسطس 2013". وأضاف أن الرئيس كلف القوات المسلحة بمعاونة الشرطة في حفظ الأمن.
وكانت قوات الأمن قد تمكنت من فض اعتصام ميدان النهضة في الجيزة، بينما لا تزال تحاول السيطرة على الأوضاع في منقطة رابعة العدوية وفض الاعتصام نهائيا فيها.
وأعلنت وزارة الصحة المصرية مقتل 149 شخصا وإصابة 874 آخرين خلال عملية فض الاعنصامين واشتباكات وقعت في 10 محافظات هي القاهرة والجيزة والإسكندرية والسويس والبحيرة والمنيا والدقهلية وأسيوط وسوهاج والأقصر، ومن بين القتلى أفراد من الشرطة والجيش.
وألقت أجهزة الأمن القبض على 50 شخصا من الإخوان المسلمين بميدان رابعة العدوية بحوزتهم أسلحة بيضاء واسطوانات غاز وهراوات.
وقال مصدر أمني مسؤول إن أجهزة الأمن تمكنت أيضا من إلقاء القبض على 150 شخصا من الإخوان المسلمين باعتصام ميدان النهضة بالجيزة بحوزتهم أسلحة نارية وبيضاء، مؤكدا أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال المذكورين وإخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيق.
وأضاف أنه تم ضبط أسلحة وذخيرة داخل 3 سيارات لنقل الأموال بحوزة مجموعة من أعضاء جماعة الإخوان كانوا فى طريقهم لمنطقة رابعة العدوية.
وأعلنت وزارة الداخلية ارتفاع عدد الضحايا من رجال الشرطة خلال عملية فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة إلى 6 بعد مقتل رائد أمن قوات الأمن المركزى بمحيط ميدان رابعة العدوية.
وأوضح المصدر الأمنى أن اجمالى عدد القتلي شمل 3 ضباط و3 مجندين جميعهم أصيبوا بطلقات نارية بمحيط اعتصام رابعة العدوية.
وأضاف المصدر الأمنى أن إجمالى عدد المصابين خلال عمليات الفض بلغ حتى الآن 34 ضابطا و32 فردا ومجندا من قوات الأمن المركزى، مشيرا إلى أنه تم نقلهم إلى المستشفيات لتقى العلاج اللازم.
بيان الحكومة المصرية
أعربت الحكومة عن الأسى لوقوع ضحايا من الدم المصرى من أى طرف أيا كان توجهه، وأهابت بالمتواجدين على الأرض فى أماكن الإعتصام بالعودة إلى الضمير الوطنى.
كما طالبت القيادات السياسية لتنظيم الإخوان بإيقاف عمليات التحريض التى تضر بالأمن القومى، وتحمل الحكومة تلك القيادات المسؤولية كاملة عن أية دماء تراق، وعن كل عمليات الشغب والعنف الدائر.
وأكدت الحكومة أنها سوف تتصدى بكل حسم وحزم للمحاولات التى بدأتها بعض العناصر التخريبية للاعتداء على الممتلكات العامة وأقسام الشرطة والمنشآت الحيوية.
بيان شيخ الأزهر
وقال شيخ الأزهر أحمد الطيب، إن الإزهر يكرر دعوته منع العنف وإراقة الدماء، ولا يزال الأزهر على موقفه أن استخدام العنف لا يمكن أن يكون بديلا عن الحلول السياسية.
وأضاف الطيب أن "الأزهر يدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتغليب مصلحة الوطن والحفاظ على الدماء الذكية، والاستجابة للجهود الوطنية لتحقيق المصالحة الوطنية".
وأوضح الطيب "إظهارا للحقائق يعلن الأزهر أنه لم يكن يعلم بفض الاعتصام إلا من طريق وسائل الإعلام صباح اليوم"، وتابع "أدعو الجميع إلى عدم إقحام الأزهر في الخلاف السياسي".
شهادة من محيط "رابعة"
وقالت سيدة من محيط ميدان رابعة العدوية لـ"سكاي نيوز عربية" أن أنصار الإخوان من على المنصة كانوا ينادون على المعتصمين في مكبرات الصوت لحثهم على عدم الخروج قائلين "اثبتوا ورابطوا وموتوا واقفين في مواقعكم"، "لا تتركوا المكان للخونة والزناديق"، "الشهادة الشهادة في سبيل الله والإسلام".
وأردفت: "قوات الأمن ناشدت المعتصمين الخروج، ووفرت لهم ممرات للخروج الأمن ولكني لم أر سوى أعداد ضئيلة جدا التي غادرت المكان ولا يزال هناك عدد كبير من السيدات والأطفال.
وأضافت: "سمعت أصوات طلقات الغاز وطلقات أخرى ولكني لا أستطيع أن أجزم إذا ما كان إطلاق رصاص أم خرطوش".
وتابعت: "هناك دخان أسود كثيف في الجو بسبب قيام المعتصمين بحرق إطارات السيارات حتى أن السماء تبدو مثقلة بالغيوم كما لو كانت ستمطر".
شهادة من ميدان نهضة مصر
وقالت إيناس إدريس، التي تسكن في بناية مطلة على ميدان نهضة مصر إن "الأمن بدأ فض الاعتصام في حوالي الساعة السادسة وأنهى فض الاعتصام بسرعة جدا. وسط تحليق مروحيات الجيش على ارتفاع منخفض جدا".
وتابعت: "حضرت أعداد كبيرة جدا من رجال الأمن وزحفت بلدوزرات و جرارات لإزالة الكم الهائل من اللافتات والأعمدة الخشبية التي كانت توضع عليها ملصقات والخيام، التي كانت تشبه الموالد الشعبية، وأزالوا كل ذلك بسرعة فائقة".
وأضافت: "أطلق رجال الأمن الغاز المسيل للدموع فرد عليهم الإخوان بطلقات نار وخرطوش، لذلك معظم الإصابات في محيط ميدان نهضة مصر من جانب الأمن".
وأشارت إلى أن سكان المناطق المجاورة والمارة لحقوا بالفارين من الاعتصام وألقوا القبض عليهم وكادوا يفتكون بهم لولا رجال الأمن الذين تدخلوا لإنقاذ أنصار الإخوان من أيدي الناس وتمكنوا من وضعهم في سيارات الشرطة حتى لا يفتك بهم الأهالي".