وافقت حكومات الاتحاد الأوروبي، الاثنين، على إدراج الجناح العسكري لحزب الله اللبناني على قائمة الاتحاد للمنظمات الإرهابية، حسب ما قال دبلوماسيون.
وقال دبلوماسي بالاتحاد الأوروبي "تم التوصل إلى اتفاق لإدراج حزب الله"، وأكد عدد من الدبلوماسيين ذلك.
وتحث بريطانيا وهولندا الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي منذ مايو على إدراج الجناح العسكري لحزب الله في قائمة الإرهاب مستشهدة بدليل على أنه وراء تفجير حافلة في بلغاريا العام الماضي في هجوم أسفر عن مقتل 5 إسرائيليين وسائقهم.
وظل الاتحاد الأوروبي يقاوم ضغوطا من واشنطن وإسرائيل لإدراج حزب الله في القائمة السوداء، وقال إن مثل هذه الخطوة يمكن أن تذكي الاضطرابات في لبنان حيث يمثل حزب الله جزءا من الحكومة وربما تزيد من التوترات في الشرق الأوسط.
لكن الأدلة التي ساقتها بلغاريا عن الهجوم والقلق إزاء تزايد انخراط حزب الله في الحرب السورية أقنعت معارضي هذه الخطوة بتأييدها وهو ما سيؤدي إلى تجميد أي أصول للجناح المسلح للجماعة بدول الاتحاد الـ28.
وقال وزير الخارجية الهولندي، فرانز تيمرمانز، على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي "قرار الاتحاد الأوروبي تسمية حزب الله بمسماه الحقيقي.. منظمة إرهابية.. أمر طيب".
وأضاف "اتخذنا هذه الخطوة المهمة اليوم من خلال التعامل مع الجناح العسكري لحزب الله.. تجميد أصوله وإعاقة جمع الأموال وبالتالي الحد من قدرته على العمل".
ترحيب دولي واستنكار لبناني
إلى ذلك، وفي أول ردة فعل، رحب وزير الخارجية الأميركي جون كيري الاثنين بـ"الرسالة القوية" التي وجهها الاتحاد الأوروبي عبر قراره بإدراج حزب الله اللبناني على قائمته للمنظمات الإرهابية.
وقال كيري "عبر هذا الإجراء الذي اتخذ اليوم، يوجه الاتحاد الأوروبي رسالة قوية إلى حزب الله مفادها أنه لا يستطيع التحرك والإفلات من العقاب". وأضاف أن "ما يقوم به (الحزب) سيكون له تداعيات، وخصوصا إثر الاعتداء الدامي في بورغاس ببلغاريا ولقيامه بالتخطيط لهجمات مماثلة في قبرص".
وأسفر الهجوم في مطار بورغاس في 18 يوليو 2012 عن سبعة قتلى.
واعتبر كيري أن إدراج حزب الله على اللائحة السوداء للاتحاد الأوروبي "سيكون له تأثير مباشر على قدرته على التحرك بحرية في أوروبا".
وتابع "في وقت ضاعف حزب الله دعمه لنظام الأسد الوحشي (في سوريا) ويعمل لتوسيع نفوذه عبر المشاركة في شكل أكبر في منظمات إجرامية دولية وفي مؤامرات إرهابية في أنحاء العالم، فإن عددا متزايدا من الحكومات (باتت) تصنف حزب الله كمنظمة إرهابية خطيرة تزعزع الاستقرار في ذاتها".
ودعا كيري حكومات أخرى إلى الاقتداء بالاتحاد الأوروبي واتخاذ تدبير مماثل بحق التنظيم الشيعي اللبناني.
من جانبها، رحبت إسرائيل بالقرار، الذي كانت الدولة العبرية تدعو إليه منذ أعوام.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان "أرحب بقرار الاتحاد الأوروبي اعتبار حزب الله منظمة إرهابية وأشكر قادة الدول الأوروبية". وأضاف نتانياهو "في الأعوام الأخيرة، بذلت إسرائيل جهودا كبيرة لتشرح لجميع دول الاتحاد أن حزب الله منظمة إرهابية تابعة للنظام الإيراني ترتكب اعتداءات في كل أنحاء العالم".
وتابع "في موازاة ذلك، يرتكب آلاف الأعضاء في هذه المنظمة الإرهابية يوميا جرائم حرب في سوريا ويشاركون في مجازر إلى جانب قوات (الرئيس السوري) بشار الأسد".
لكن رئيس الوزراء أبدى تحفظا معتبرا أنه من غير الممكن التمييز بين المنظمة السياسية لحزب الله وجناحه العسكري، الأمر الذي قام به الاتحاد الأوروبي، وقال "من وجهة نظر إسرائيلية، فإن حزب الله يشكل منظمة واحدة".
في المقابل، أعرب الرئيس اللبناني ميشيل سليمان عن أمله في أن يعيد الاتحاد الأوروبي النظر في قراره إدراج حزب الله على لائحته للمنظمات الإرهابية.
وجاء في البيان أن سليمان "أعرب عن الأمل (...) في أن يعيد الاتحاد النظر في قراره، من منطلق الحرص على عدم اتخاذ قرارات متسرعة، وصون الاستقرار في لبنان".