تواجه النساء الليبيات، اللاتي تسعين إلى دخول المعترك السياسي والمشاركة في الانتخابات العامة بالبلاد، تحديا بإقناع الرجال بالتصويت لهن ومشاركتهن الحياة السياسية.
وستخوض أكثر من 600 امرأة ليبية الانتخابات، في منافسة مع أكثر من 3 آلاف رجل على مقاعد المؤتمر الوطني العام البالغة 200 مقعد.
وتتنافس المرشحات على 80 مقعدا وزعت وفقا لقوائم الأحزاب السياسية.
ورغم الجهود الكبيرة التي بذلتها المرأة الليبية خلال الثورة وبعدها، إلا أن إقناع الرجل بانتخاب امرأة في هذا البلد القبلي قد يحتاج لوقت أطول.
وستكون الانتخابات التي ستجرى بعد أقل من عام من الانتفاضة التي أنهت حكم معمر القذافي الذي استمر 4 عقود أول ممارسة للديمقراطية في ليبيا منذ 60 عاما.
وستحدد الانتخابات تشكيل الجمعية الوطنية التي ستختار بدورها رئيس الوزراء والحكومة، قبل إجراء انتخابات عامة كاملة في ظل دستور جديد سيجري إعداده العام المقبل.
ورغم أن قواعد الانتخابات تضمن للمرشحات أماكن على القوائم الحزبية، فإن تيارا قويا من القيم المحافظة الاجتماعية والدينية يشير إلى أن كثيرا من الليبيين مازالوا يشككون في دورهن في السياسة.
وفي طرابلس، وفي بنغازي ثاني كبرى المدن الليبية التي كانت نقطة انطلاق للانتفاضة جرى خدش أو طمس وجوه مرشحات بالطلاء على عشرات الملصقات الانتخابية.
وربما كان ظهور القذافي في مؤتمرات خارجية محاطا بحارسات يعرض صورة لتمكين النساء، لكن المرأة تحتل في الواقع مكانا هشا في المجتمع الليبي الذي لا يزال أبويا بقوة.
وقالت فاطمة جليدان (47 عاما) وهي معلمة: "زميلاتي في العمل يقلن لي إنهن لن يعطين أصواتهن لامرأة وإن الرجل سيقود البلاد بشكل أفضل".
وتشير مثل تلك التوجهات إلى أن ليبيا ربما تحذو حذو بلدان أخرى طالتها انتفاضات "الربيع العربي" حيث سارت المرأة كتفا بكتف مع الرجل للإطاحة بحكام مستبدين ثم جرى تهميشها.
ويقدر تقرير للاتحاد البرلماني الدولي أن النساء كن يشكلن 10.7 في المائة في كل البرلمانات العربية في العام الماضي لتصبح المنطقة العربية هي الوحيدة في العالم التي يقل فيها تمثيل المرأة عن 30 في المائة.
ويظل السؤال هل سيغير الجيل الجديد من السياسيات الليبيات حياة النساء بشكل ملموس.
وقالت أماني بن زيتون التي كانت تتسوق في طرابلس "نحتاج حقيقة إلى إصلاح حقوقنا خصوصا فيما يتعلق بقضايا الطلاق وحضانة الأبناء والميراث" وجميعها مجالات تشكو المرأة فيها من التمييز ضدها.
ويقول آخرون إن حداثة عهد ليبيا بالديمقراطية يعني أن المرأة ستدخل الحلبة السياسية بخبرة لا تقل عن خبرة المستجدين أيضا من منافسيها من الرجال.
وقالت لمياء بوسدرة (38 عاما) وهي مرشحة بارزة عن حزب الوطن في بنغازي إن السياسة ميدان جديد بالنسبة للرجل والمرأة في ليبيا على حد سواء.
ومضت تقول إن المؤهلات موجودة ويمكن للمرأة أن تنجز إذ أن كل ما تحتاجه لذلك هو الثقة في نفسها.