ينتظر ملايين المصريين الأربعاء بيان القيادة العامة للقوات المسلحة الذي سيعلن عن خريطة طريق سياسية لإدارة شؤون البلاد، بعد انتهاء مهلة حددها الجيش للرئيس محمد مرسي من أجل حل الأزمة السياسية وتلبية مطالب المتظاهرين، بينما أوضحت وكالة رسمية أنه سيكون هناك مؤتمرا صحفيا مشتركا للجيش وشيخ الأزهر وبابا الأقباط وحركة تمرد الداعية للتظاهرات والسياسي البارز محمد البرادعي للإعلان عن تلك الخطة.
وقالت القيادة العامة للقوات المسلحة إنها اجتمعت مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وبابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس ورئيس حزب الدستور البرادعى وأعضاء بحركة تمرد الشبابية التي قادت الاحتجاجات ضد مرسي.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إنهم "سيوجهون كلمة إلى الشعب المصرى بعد قليل بحضور قيادات عسكرية ومن حركة تمرد لإعلان ما تم الاتفاق عليه خلال اجتماعهم مع القيادة العامة للقوات المسلحة وخريطة الطريق المقترحة للخروج من الأزمة السياسية الراهنة."
وقال حزب الحرية والعدالة الحاكم إنه رفض دعوة من وزير الدفاع للاجتماع.
وأصدر تعليمات بمنع الرئيس محمد مرسي وقيادات من جماعة الإخوان المسلمين من السفر.
واشتملت القائمة التي أرسلت للسلطات الأمنية بالمطارات على أسماء خيرت الشاطر وعصام العريان و40 على الأقل من القيادات الإسلامية الأخرى.
الرئاسة تدعو لحكومة ائتلافية
وأصدرت رئاسة الجمهورية بالتزامن مع انتهاء مهلة الجيش، بيانا دعت فيه إلى تشكيل حكومة ائتلافية توافقية تدير الانتخابات البرلمانية القادمة، وتشكيل لجنة مستقلة للتعديلات الدستورية لتقديمها للبرلمان القادم.
وقال البيان إنه " يُخطىء من يعتقد أنه يمكن أن تعود مصر إلى الوراء و تهدم شرعية الدستور والثورة و فرض شرعية القوة على هذا الشعب المصرى الأبى الذى ذاق طعم الحرية ولا يمكن إلا أن يبذل دماءه للحفاظ عليها، متمسكا بمواجهة العنف بسلمية الثائر المصرى المعهودة".
اتصالات البنتاغون
وقال المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل إن اتصالات جرت على مدار أسبوع بين وزير الدفاع الأميركي شاك هغل ونظيره المصري.
وأضاف أن آخر هذه الاتصالات كان مساء الثلاثاء. وأوضح أن البنتاغون لم يكشف عن هذه الاتصالات بسبب حساسية الوضع في مصر.
مستشار: لا انقلاب دون دماء
وبدوره، قال مستشار الرئيس المصري للشؤون الخارحية عصام الحداد إنه "يجري الإعداد لانقلاب عسكري، ولا يمكن لانقلاب عسكري أن ينجح دون سفك دماء".
وسقط 18 قتيلا في اشتباكات وقعت في وقت مبكر الأربعاء بمحيط جامعة القاهرة بين مؤيدين للرئيس ومعارضين له، كما أصيب حوالي 200 آخرين بجروح.
وكان مرسي قال في خطاب متلفز مساء الثلاثاء إن الشرعية الدستورية هي الضمان الوحيد لمنع تدهور الأوضاع في مصر، وأكد أنه مستعد للتضحية "بدمه" من أجل الحفاظ على شرعية رئاسته، في حين تصر المعارضة على تنحيه وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وعقب هذا الخطاب، نشر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر بيانا عبر فيسبوك جاء فيه أن الجيش مستعد للدفاع حتى الموت عن الشعب المصري.
ونقل بيان عن وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي قوله إن رجال الجيش يفضلون الموت على أن يُروّع الشعب المصري، أو يتعرض للتهديد.
وتأتي هذه التطورات بعد مظاهرات معارضة للرئيس وجماعة الإخوان المسلمين انطلقت في 30 يونيو، رافقتها مسيرات مؤيدة لمرسي تخللها أعمال عنف أسفرت عن نحو 20 قتيلا، فيما يستعد الطرفان لمظاهرات جديدة.
حشود مليونية
واحتشد ملايين المصريين في جميع محافظات مصر، وخاصة بميادين التحرير وأمام قصر الاتحادية وقصر القبة ودار الحرس الجمهوري بالقاهرة ، وميدان سيدي جابر في الأسكندرية، للمطالبة باعتقال مرسي بتهمة الدعوة إلى حرب أهلية، على حد قولها.
وفي المقابل، احتشد ما يزيد على مليون متظاهر في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة تأييدا للرئيس مرسي ورفضا لما يصفونه بالانقلاب على الشرعية.
من جانبها، قالت جبهة الانقاذ إن أي مزاعم تصف حماية الجيش لأرواح المصريين بمحاولة الإنقلاب العسكري، هي لغو يتجاهل خطورة الوضع القائم على الأرض.