اكتسب مرشح رئاسة الجمهورية في مصر حمدين صباحي شهرته بعد مناظرته الشهيرة مع الرئيس السابق محمد أنور السادات، التي انتقد فيها سياساته الاقتصادية والفساد الحكومي بالإضافة إلى موقفه من قضية العلاقات مع إسرائيل في أعقاب حرب أكتوبر.
يهدف برنامج صباحي الانتخابي تحت عنوان برنامج "واحد مننا.. لنهضة بلدنا" (حرية – عدالة – استقلال)" إلى وضع مصر على أول طريق النهضة الشاملة حتى تنتقل من مصاف دول العالم الثالث إلى الدول الاقتصادية الناهضة والمنافسة على موقع متقدم في ترتيب أقوى اقتصاديات العالم.
وذلك من خلال 3 محاور هي أولا: بناء نظام سياسي ديمقراطي، وثانيا : عدالة اجتماعية ونصيب عادل لكل مواطن في ثروة الوطن، وثالثا: استقلال مصر الوطني واستعادة دورها القومي والإقليمي ومكانتها الدولية.
ولد حمدين عبد العاطي صباحي بمدينة بلطيم التابعة لمحافظة كفر الشيخ المصرية في 5 يوليو عام 1954، لأب وأم ينتميان لعائلة مصرية بسيطة، فقد كان والده الحاج عبد العاطي صباحي فلاحاً.
عاصر صباحي الأحلام الكبرى للمرحلة الناصرية، حتى وفاة جمال عبد الناصر عام 1970، فقرر- وفقا لكلامه- أن يخلد ذكراه ويحافظ على إنجازاته ويواصل مشروعه، فأسس رابطة الطلاب الناصريين في مدرسة الشهيد جلال الدين الدسوقي، ثم انتخب رئيساً لاتحاد طلاب مدرسة بلطيم الثانوية، إلى أن التحق بكلية الإعلام جامعة القاهرة.
ازدادت وتيرة نشاط صباحي السياسي والوطني، وشارك في المظاهرات الطلابية المطالبة ببدء الحرب ضد الاحتلال الإسرائيل لسيناء بعد دخوله الجامعة.
وفي أعقاب حرب أكتوبر 73 تولد لدى صباحي ورفاقه في الجامعة انطباع بأن الرئيس محمد أنور السادات بدأ يتجاهل "مكتسبات" ثورة 23 يوليو، فبدأوا في تأسيس نادى الفكر الناصري بجامعة القاهرة الذي انتشر في جامعات مصر، وصولا لتأسيس اتحاد أندية الفكر الناصري المعارض للسادات وسياساته.
برز اسم حمدين صباحي عند انتخابه رئيسا لاتحاد طلاب كلية الإعلام (1975 – 1976)، ثم أصبح نائبا لرئيس الاتحاد العام لطلاب مصر (1975 – 1977).
يقول حمدين إنه كان حريصا على أن تكون جريدة "الطلاب" التي كان يرأس تحريرها صوتا معبرا عن الحركة الطلابية الوطنية، كما ساهم في حشد جهود الحركة الطلابية للضغط من أجل إصدار لائحة طلابية ديمقراطية، وهو ما نجح الطلاب فيه بإصدار قرارجمهوري يرضخ لإرادتهم بتفعيل لائحة 1976 الطلابية.
في عام 1977 عقب الانتفاضة الشعبية ضد غلاء الأسعار وإلغاء الدعم، حاول الرئيس محمد أنور السادات امتصاص غضب الشعب بعقد مجموعة من اللقاءات مع فئات مختلفة من المجتمع، ومن هنا جاء لقاؤه الشهير مع اتحاد طلاب مصر، الذي كان حمدين صباحي حاضرا فيه لمواجهته.
في أحداث 17 و18 يناير 1977 التي عـرفت بـانتفاضة الشعب المصري ضد حكم السادات، كان صباحي أصغر مـعتقل سياسي في تلك الآونة، وكان بصحبته في الزنزانة الكاتب محمد حسنين هيكل.
وفي عام 1981 جاءت موجة اعتقالات سبتمبر لقيادات ورموز الحركة الوطنية المعارضة للسادات، وكان صباحي في قائمة المعتقلين، كما كان الأصغر سنا فيها بين مجموعة من الرموز الوطنية.
كما تعرض صباحي في عهد الرئيس السابق حسنى مبارك لسلسلة من الاعتقالات منها عند قيادته مظاهرة سنة 1997 مع فلاحي مصر، الذين أضيروا من قانون العلاقة بين المالك والمستأجر.
تكرر اعتقاله وهو نائب في مجلس الشعب، وبدون رفع حصانته سنة 2003.
في الانتخابات البرلمانية عام 2005 التي خاضها في إطار القائمة الوطنية لمرشحي التغيير، ضرب فيها أهالي دائرته نموذجا للمقاومة المدنية السلمية لممارسات النظام القمعية لإسقاط صباحي، فابتكروا أساليب بسيطة لتجاوز حصار الشرطة للجان الانتخاب، وسهروا على حراسة صناديق الانتخابات، فكان نائبهم في مجلس الشعب المصري 2005 هو حمدين صباحي.
شارك رفاقه في نضال قانوني طويل من أجل تأسيس جريدة الكرامة، التي صدرت في نهايات عام 2005، وتولى صباحي رئاسة تحريرها.
قاد مظاهرة في بلطيم يوم 25 يناير ثم قرر العودة إلى القاهرة فورا مع تصاعد الأحداث يومي 26 و27، ومظاهرات الغضب في يوم 28 انطلاقا من مسجد مصطفي محمود بالمهندسين.
ومع بدء الاعتصام في ميدان التحرير الذي استمر لمدة 18 يوم، لم يرغب في الظهور السياسي والإعلامي، فاكتفى بتبني أهداف الثورة كاملة في كل تصريحاته واجتماعاته وجلساته.
أعلن حمدين صباحي في أكتوبر 2009 عقب المؤتمر العام لـحزب الكرامة ترشحه شعبيا لرئاسة الجمهورية بجمع توكيلات من الشعب المصري بالموافقة على ترشحه، في محاولة لتغيير المادة 76 التي عدلها النظام بما يتعارض مع ترشيح المصريين لانتخابات الرئاسة إلا من تتوافر فيه شروطها التي اعتبرت مجحفة.
ثم عاد ليعلن ترشحه مجددا لانتخابات رئاسة جمهورية مصر العربية عام 2012، ففي 6 أبريل 2012، تقدم حمدين صباحي رسميا لانتخابات الرئاسة، بتقديم (42.525) توكيل من المواطنين المصريين للجنة انتخابات الرئاسة.