أعرب بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني، الجمعة، عن قلقه لوجود مؤشرات على اتجاه بعض الأقباط في مصر إلى الهجرة بسبب شعورهم بالتهميش والتجاهل والإهمال من جانب السلطات التي تقودها جماعة الإخوان المسلمين.
ووصف البابا الذي أنهى، الخميس، اعتكافا دام نحو 6 أيام احتجاجا على مقتل 8 أشخاص في عنف طائفي بين المسلمين والمسيحيين في قرية الخصوص، الروايات الرسمية عن الاشتباكات التي وقعت عند الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة بأنها "محض افتراء".
كما عبر عن استيائه من قانون حول السلطة القضائية يقضي بإقالة آلاف القضاة الذين تم تعيينهم في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، قائلا إن القضاء أحد أعمدة المجتمع المصري ويجب عدم المساس به.
وعن مشاعر الأقباط في ظل حكم الرئيس، محمد مرسي، قال البابا لرويترز إن "هناك شكل من أشكال التهميش والاستبعاد"، إلا أنه أكد أن الكنيسة تحاول حل تلك المشاكل "في إطار الأسرة المصرية الواحدة. بنحاول لأنه يهمنا كتير السلام الاجتماعي."
وأشار البابا إلى أن المسيحيين يشكلون 15 في المئة على الأقل من سكان مصر البالغ عددهم 84 مليون نسمة.
وزادت الهجمات على الكنائس والتوترات الطائفية بشكل ملحوظ بعد صعود الإسلاميين للحكم عقب انتفاضة عام 2011 التي أطاحت بمبارك.
ولدى سؤاله عن رد فعل الحكومة على أحداث العنف التي وقعت هذا الشهر، قال "وصفناها بأنها سوء تقدير وأيضا فيه تقصير"، مشيرا إلى أن السلطات لم تعمد على حماية الكاتدرائية المرقسية خلال تشييع قتلى اشتباكات الخصوص.
وحاول مرسي ووزراؤه إصلاح الأمر بعد الاشتباكات التي وقعت في الخامس من أبريل في بلدة الخصوص شمالي القاهرة، وقتل خلالها 4 مسيحيين ومسلم.
وعن هذه المحاولة، قال البابا البالغ من العمر 60 عاما "المشاعر أحيانا تكون طيبة من المسؤولين، لكن المشاعر عايزة أفعال. والأفعال بطيئة وربما قليلة وأحيانا غائبة."
وبدا أن قوات الأمن تحجم عن التدخل في أول هجوم على مقر البابوية في مصر منذ أكثر من 1400، عام رغم أن كنائس ومراكز قبطية للخدمات الاجتماعية تعرضت لأعمال عنف من حين لآخر في السنوات الماضية.
وقال البابا إنه يشعر بالقلق لوجود مؤشرات على اتجاه بعض الأقباط إلى الهجرة لأنهم يخشون النظام الجديد، مضيفا أن آخرين يسافرون للخارج للدراسة أو البحث عن عمل أو الانضمام لأسرهم.
وقدم وزير الداخلية العزاء للبابا، كما زاره وزيرا الإعلام والسياحة وبث التلفزيون المصري اللقاء. لكن البابا قال إنه على الصعيد العملي لم يحدث أي شيء لتحسين أوضاع الأقباط، وإن الأمر لم يتجاوز الوعود بالتحقيق في الوقائع وتقديم مرتكبيها للعدالة.
ويشكو المسيحيون منذ فترة طويلة مما يعتبرونه تمييز السلطات على صعيد التوظيف والمعاملة، ودعوا إلى تغيير القوانين لتسهيل إجراءات بناء أو تجديد الكنائس كما هو الحال مع المساجد.