في ظل تصاعد الأحداث في سوريا، يزداد الجدل حول الدور الإيراني وتأثيره على تطورات المشهد الإقليمي والدولي.
"الظهيرة" على سكاي نيوز عربية ناقش هذه القضية مع المحلل السياسي بشارة شربل من بيروت، وأستاذ العلوم السياسية أحمد مهدي من طهران.
تضمنت الحلقة تحليلات حول التحركات الإيرانية الأخيرة، وتأثيرها على موازين القوى في المنطقة.
تعزيز الوجود الإيراني.. دعم أم تصعيد؟
بدأ النقاش بالإشارة إلى التحركات الإيرانية الأخيرة، بما في ذلك دخول ميليشيات إلى سوريا لدعم الجيش السوري، وأن هذه التحركات تأتي وسط تصعيد عسكري تشهده حلب وإدلب، مما يعكس دور إيران كحليف رئيسي لدمشق.
أشار بشارة شربل إلى أن إيران تسعى لتعزيز نفوذها العسكري كجزء من استراتيجيتها الإقليمية.
وقال: "الوجود الإيراني لا يقتصر على دعم حليف، بل يتعداه إلى محاولة تأمين نفوذ طويل الأمد في سوريا، رغم الضغوط الدولية والإسرائيلية".
إسرائيل وتحركات حزب الله.. تصعيد أم ردع؟
تناولت الحلقة التقارير الإسرائيلية التي تحدثت عن نقل حزب الله قوات من لبنان إلى سوريا لحماية منشآت إيرانية. وهنا أوضح أحمد مهدي أن التحركات الإيرانية تهدف إلى مواجهة "مؤامرة" تقودها إسرائيل والولايات المتحدة لقطع خطوط الدعم بين طهران وحزب الله.
وقال: "إيران ترى في دعم سوريا وحزب الله جزءاً من استراتيجيتها لحماية مصالحها الإقليمية، لكنها تدرك التعقيدات الناتجة عن التحركات الإسرائيلية الأخيرة".
وأشار شربل إلى أن حزب الله يواجه تحديات داخلية في لبنان، مما قد يقلل من قدرته على التدخل بفعالية في سوريا.
التدخل التركي.. لاعب معقد في الصراع السوري
ناقش الضيوف دور تركيا في الشمال السوري، حيث أشار مهدي إلى أن "تركيا تسعى لإنشاء منطقة آمنة لإعادة اللاجئين السوريين، لكنها في الوقت نفسه تدعم التنظيمات المسلحة في الشمال".
وأكد شربل أن "التحركات التركية تزيد من تعقيد المشهد، حيث تتداخل مصالحها مع مصالح إيران وروسيا وسوريا، مما يعقّد جهود التوصل إلى حل سياسي".
الموقف الدولي.. ضغط على إيران وسوريا
تناولت الحلقة الموقف الدولي من التحركات الإيرانية في سوريا، حيث أشار مهدي إلى أن "الدعم العسكري الإيراني لسوريا يأتي في ظل مخاوف من تحركات إسرائيلية تهدف إلى إضعاف الوجود الإيراني".
في المقابل، أوضح شربل أن "روسيا تلعب دوراً متوازناً في سوريا، لكنها لا تخفي رغبتها في تقليص النفوذ الإيراني لصالح تعزيز استقرار النظام السوري".
سيناريوهات المستقبل
اختتم البرنامج النقاش بتقديم سيناريوهات محتملة للصراع في سوريا:
تصعيد عسكري: استمرار المواجهات بين الأطراف المختلفة، مع احتمال تصاعد التوترات الإسرائيلية الإيرانية.
تسوية سياسية: تعزيز مسار أستانا والتفاهم بين إيران وتركيا وروسيا لتحقيق استقرار نسبي.
مواجهة إقليمية: اتساع دائرة الصراع لتشمل دول الجوار، مع زيادة الضغط الدولي على إيران.