في مشهد يكتنفه الغموض وتكتنفه الرسائل المشفرة، يبدو أن طهران قد اتخذت قرارها بشأن السلم والحرب. مستشار المرشد الإيراني ينقل لحزب الله دعمًا غير محدود مع رسائل حاسمة لإنهاء الصراع مع إسرائيل في لبنان، بينما تواصل إيران تعزيز قوة الحزب.
فقد أكد علي لاريجاني مستشار المرشد الإيراني عدم سعي طهران لنسف أي تسوية متهما رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بفعل ذلك.
وناقش برنامج الظهيرة على سكاي نيوز عربية الجهود الجارية لوقف إطلاق النار في لبنان، وذلك في ظل تحولات إقليمية هامة قد تؤثر على مسار الأزمة.
واستضافت سكاي نيوز عربية الأكاديمي والباحث في العلاقات الدولية، علي شكري، الذي سلط الضوء على القرارات التي قد يتم اتخاذها في طهران وبيروت، وأثرها على حزب الله ولبنان بشكل عام.
الرسائل الإيرانية
بدأت الحلقة بالحديث عن المعلومات الواردة من مصادر إيرانية التي نقلتها صحيفة نيويورك تايمز، والتي تفيد بأن كبير مستشاري المرشد الإيراني، علي لاريجاني، قد نقل رسالة من المرشد علي خامنئي إلى حزب الله.
الرسالة تتضمن دعماً لإنهاء الحرب مع إسرائيل، مع تعهد إيران بمواصلة دعمها لحزب الله في إعادة بناء قوته بعد الحرب.
هذا التطور يطرح تساؤلات حول ما إذا كان قرار وقف إطلاق النار في لبنان هو قرار إيراني بحت، حيث تُظهر المعطيات الجديدة أن طهران ربما تكون هي من يقود هذا التحول.
موقف حزب الله
وقال علي شكري في مداخلته من بيروت، إن حزب الله كان قد أبدى من قبل استعداده لوقف إطلاق النار، وهي خطوة لم يتراجع عنها رغم التغيرات الميدانية والاغتيالات التي شهدتها الجبهة.
ووفقًا لشكري، فإن حزب الله كان دائمًا يربط موافقته على وقف إطلاق النار بتطبيق القرار 1701، وهو القرار الأممي الذي يضمن السيادة اللبنانية ولا يسمح بالتدخل الإسرائيلي.
وأوضح أن الحزب يرفض أي مسودة اتفاق تحتوي على أي تدخل إسرائيلي في الشؤون اللبنانية، ويشدد على ضرورة ضمان حماية سيادة لبنان.
الضغوط الأميركية والإسرائيلية
في سياق الحديث عن الضغوط السياسية، تم سؤال شكري عن المواقف الأمبركية والإسرائيلية التي تسعى إلى الضغط على لبنان للوصول إلى اتفاق، حيث أكد أن الولايات المتحدة، تحت إدارة الرئيس المنتخب، قد تكون أعطت الضوء الأخضر للوسيط الأميركي هوكستين لاستكمال المفاوضات.
ومع ذلك، أشار إلى أن المواقف الأمبركية كانت دائمًا تحمل تناقضات، حيث كان يتم الإعلان عن دعم وقف إطلاق النار في العلن، بينما كان يتم تقديم الدعم العسكري والسياسي لإسرائيل في الوقت نفسه. وهذا يجعل من الصعب الاعتماد على الموقف الأميركي الرسمي في تحقيق تقدم فعلي في الأزمة.
السيادة اللبنانية.. التحديات المستقبلية
أكد علي شكري أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يحترم سيادة لبنان، مشيرًا إلى أن أي بند يتضمن أي نوع من التدخل الإسرائيلي في الشؤون اللبنانية سيكون مرفوضًا.
وأضاف أن رئيس مجلس النواب نبيه بري كان قد تحدث عن احتمال التوصل إلى اتفاق غير رسمي حول وقف إطلاق النار، ولكن من دون المساس بسيادة لبنان.
ومع ذلك، لا تزال التفاصيل غامضة بشأن شروط الاتفاق، ويصعب تحديد ما إذا كانت الأطراف اللبنانية ستكون قادرة على التوصل إلى توافق في هذه المرحلة.
إيران.. ودورها في إنهاء الحرب
وعن دور إيران في هذه المعادلة، خاصة في ظل المعلومات التي تشير إلى دعم طهران لوقف إطلاق النار، أوضح شكري أن إيران ليست هي الطرف المقرر بشكل كامل في هذا الصراع، ولكنها واحدة من الأطراف التي تدعم هذا الحل.
وقال إن القرار النهائي بشأن وقف إطلاق النار يرجع بالدرجة الأولى إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث أن إيران لا يمكنها فرض هذا الحل بمفردها.
ويبقى مصير الحرب اللبنانية في مهب الريح في ظل تعقيدات الإقليمية والدولية التي تحيط بالملف، ورغم الضغوط الخارجية والتوجهات الإيرانية، فإن أي اتفاق حول وقف إطلاق النار سيكون مشروطًا بضمانات قوية بشأن السيادة اللبنانية وعدم تدخل إسرائيل في شؤون البلاد.