قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، إن مصر لن تتوقف عن بذل المساعي لوقف التصعيد غير المبرر في لبنان، وحماية أمن واستقرار شعوب المنطقة وعلى رأسها الشعب اللبناني الشقيق.
وأوضح عبد العاطي، في مقابلة خاصة مع "سكاي نيوز عربية" من نيويورك، السبت، أن القاهرة حذرت من نية التصعيد، وجر المنطقة إلى حرب إقليمية تضر الاستقرار.
وشدد على أن "الموقف المصري واضح وهو العمل على تجنيب لبنان وشعبه الشقيق ويلات التصعيد غير المبرر والمدان تماما، وإدانة أي عمل أيا كان من شأنه انتهاك السيادة اللبنانية، والمساس بوحدة لبنان وسلامة نظامه السياسي".
واعتبر أن "أي خروقات تحدث واستهداف للمدنيين وقتل للأبرياء والقصف المتكرر للضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان أمور مدانة تماما وانتهاك فاضح وصريح للقانون الدولي".
وقال: "نحن نعيش في ظل نظام دولي، وهناك قواعد ومبادئ يتعين احترامها تؤكد على أن انتهاك سيادة الدول مرفوض ومدان تماما. ما يحدث انتهاك سافر للقانون الدولي ومساس بسيادة دولة عربية شقيقة ولا يحقق الاستقرار في المنطقة".
وأكد الوزير أن "مصر دولة رئيسية في المنطقة. همنا الأول والأخير الحفاظ على استقرار المنطقة المضطربة".
مشاورات مع الأميركيين
وفي السياق ذاته، قال عبد العاطي إنه أجرى لقاءات عدة مع مسؤولين أميركيين على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، لمناقشة الصراع المتصاعد في الشرق الأوسط.
وأضاف: "التقيت وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أكثر من مرة، وقبل أيام استقبلته في القاهرة، وكانت رسالتنا الموجهة له واحدة وهي التحذير من مخاطر التصعيد".
واستطرد: "أبلغنا الجانب الأميركي أكثر من مرة أن هناك نية للتصعيد، وهذا يضر أمن واستقرار المنطقة ويقودها إلى حافة الهاوية ولا يخدم المصالح الأميركية ولا المصرية ولا مصالح شعوب ودول المنطقة".
وقال وزير الخارجية المصري إنه أبلغ نظيره الأميركي بـ"ضرورة التدخل بشكل واضح وحازم للجم هذه الاعتداءات والتصرفات المتهورة وغير المسؤولة".
وتابع: "نحن على تواصل وحوار مستمر معهم (الأميركيين) لتحقيق الهدف المشترك، وهو خفض حدة التصعيد في المنطقة والحيلولة دون انزلاقها إلى حرب إقليمية شاملة".
الحل في غزة
كما أكد عبد العاطي أن جهود مصر لوقف حرب غزة المستمرة منذ نحو عام "لم ولن تتوقف".
وقال: "نحن حريصون على حقن الدماء الفلسطينية، وعلى سرعة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار يجنب المدنيين الأبرياء في قطاع غزة ويلات الحرب العدوانية الوحشية المدمرة، ويسمح بالتدفق الكامل للمساعدات الإنسانية والطبية لسكان القطاع".
وأضاف: "لا بد من استخدام كل الوسائل المتاحة للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار. نحن على تواصل مع الجانب الأميركي وأشقائنا في قطر"، في إشارة إلى الوسطاء الساعين للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب.
وأوضح عبد العاطي: "إذا كنا جادين في منع التصعيد بالمنطقة فلا بد من معالجة أساس المشكلة وهو العدوان في قطاع غزة".
وذكر أنه "إذا نجحنا في وقف إطلاق النار في غزة بالتأكيد لن يكون هناك أي مبرر للتصعيد في جنوب لبنان أو داخل لبنان أو في منطقة البحر الأحمر".