وصف شهود عيان، الخميس، ما يجري من معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة السودانية الخرطوم بـ"المحرقة".
وتشتعل النيران وتسمع أصوات الانفجارات والقصف الثقيل في معظم أنحاء مدن العاصمة الثلاثة، الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان، وسط تحليق كثيف للطيران وهلع وخوف كبير بين المدنيين العالقين في مناطق القتال.
واندلعت فجر الخميس اشتباكات دامية بدأت بهجوم نفذه الجيش من محور أم درمان محاولا عبور جسرين رئيسيين نحو الخرطوم والخرطوم بحري، مدعوما بطلعات جوية مكثفة.
فيما ردت قوات الدعم السريع التي تسيطر على الخرطوم والخرطوم بحري بالمدفعية الثقيلة.
ولم يصدر بيان رسمي من أي من الطرفين، لكن وفقا لمنصات إعلامية تابعة لهما فقد سقط المئات من الجنود بين قتيل وجريح.
وقالت منصات تابعة للجيش إنه تمكن من استعادت السيطرة على منطقتي الكدرو في الخرطوم بحري وجزيرة توتي شمال غرب الخرطوم والتي ظلت في يد قوات الدعم السريع منذ الأسابيع الأولى من اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023.
لكن منصات تابعة لقوات الدعم السريع قالت إنها تصدت للهجوم وقتلت المئات من قوات الجيش.
وأشار الباشا طبيق مستشار قائد قوات الدعم السريع في تغريدة على حسابه في منصة "أكس" إلى أن قواتهم أفشلت محاولة تقدم من محوري سلاح المهندسين في منطقة أم درمان تجاه الخرطوم وآخر في اتجاه مدينة الخرطوم بحري.
وأكد شهود عيان في أحياء الصحافة والديم بمنطقة وسط وجنوب الخرطوم لموقع "سكاي نيوز عربية" سقوط عدد من المدنيين المحتمين بمنازلهم بفعل شظايا القصف العنيف المتبادل، وسط غياب تام لسيارات الإسعاف وتوتر كبير في الشارع بعد تصاعد الدخان من عدة مناطق خصوصا منطقة السوق العربي والقيادة العامة للجيش في الجزء الشمالي الشرقي من الخرطوم.
ويخاطر الاحتدام الحالي للقتال بتوسيع وترسيخ الصراع المسلح؛ واستقطاب عرقي أعمق للمجتمع السوداني، وبالمزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وتسبب القتال في مستويات مروعة من المعاناة للسكان المدنيين الذين فر أكثر من 13 مليونا منهم من منازلهم، وعرض نحو 26 مليونا لخطر المجاعة في وقت فقد فيه أكثر من 60 في المئة من السكان مصادر رزقهم بسبب الحرب التي تمددت في أكثر من 70 في المئة من مناطق البلاد حتى الآن.