استعدت إسرائيل لحربها ضد حزب الله منذ ما يقرب من عقد من الزمان، وبدا الصراع الشامل أمراً لا مفر منه على نحو متزايد منذ السابع من أكتوبر.
وتمثل الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان تصعيدا دراماتيكيا بعد أكثر من 11 شهراً من تبادل إطلاق النار.
ونقلت صحيفة"واشنطن بوست" عن مسؤولين ومحللين أن إسرائيل فتحت "نافذة الفرصة لغزو بري محتمل"، وهو ما دعت إليه أجزاء من المؤسسة الأمنية منذ فترة طويلة.
وقالت ميري إيسين، ضابطة الاستخبارات السابقة في الجيش الإسرائيلي والتي تم إطلاعها على المداولات الأمنية: "لقد كان الجيش يبني ويعيد بناء الخطة لسنوات. وفي كل مرة وصلنا فيها إلى مكان حيث كنا سنفعل ذلك، كانت هناك قيود".
وأضافت أن "كل شيء أصبح جاهزا الآن للمرحلة الافتتاحية، والسؤال الآن هو ما الذي سيحدث بعد ذلك".
لقد كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متردداً في الدخول في مواجهة شاملة مع حزب الله، كما يقول المحللون، خوفاً من القتال على جبهتين والتورط في حرب أخرى مكلفة وغير حاسمة في لبنان.
ورغم أن هذه المخاطر لا تزال قائمة، إلا أن هناك مزايا سياسية يمكن اكتسابها من خلال التحرك الآن، كما يقول المراقبون وهي "شراء المزيد من الوقت لإعادة بناء سمعة نتنياهو المتهالكة، وتأخير تشكيل لجنة تحقيق محتملة بعد السابع من أكتوبر، وتحويل انتباه الرأي العام بعيداً عن الحرب الطاحنة في غزة والظروف الصعبة التي يعيشها الرهائن".
وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد إسرائيل للديمقراطية في أغسطس أن 67 بالمئة من الإسرائيليين اليهود يعتقدون أن البلاد يجب أن ترد بشكل أكثر عدوانية على هجمات حزب الله، مع تأييد 47 بالمئة "هجوم في عمق لبنان يتضمن ضرب بنيته التحتية".
وخلال الأيام الأخيرة، خاضت إسرائيل وحزب الله أشد المعارك بينهما منذ حرب 2006 في لبنان.
ونفذ الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، غارة جوية على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت قال إنها قتلت قائد منظومة الصواريخ والقذائف في حزب الله، إبراهيم محمد القبيسي.
وتكبد حزب الله خسائر فادحة مع مقتل العديد من كبار قادته العسكريين وتعرض أنظمة اتصالاته للخطر.
وذكر مسؤولون إسرائيليون أن إسرائيل دمرت جزءا كبيرا من ترسانة الصواريخ والقذائف التابعة للجماعة خلال الأيام القليلة الماضية.