صرح وسطاء أميركيون وعرب بأنهم على وشك التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس منذ هجوم 7 أكتوبر، لكن المفاوضات المستمرة منذ أشهر تخللتها لحظات أمل كاذب.
واكتسبت المفاوضات أهمية جديدة عندما توعدت إيران وحزب الله اللبناني بالانتقام لاغتيال فؤاد شكر وإسماعيل هنية ما أثار مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا وأشد فتكا وتدميرا.
وعبر مسؤولون أميركيون وإسرائيليون عن تفاؤل مشوب بالحذر بعد يومين من المفاوضات في قطر الأسبوع الماضي، طرح خلالها الوسطاء مقترحا لتقريب وجهات النظر وسد فجوات الخلافات.
لكن حماس كانت أقل تفاؤلا، إذ قالت إن الاقتراح الأخير يختلف عن مقترحات سابقة كانت الحركة قبلتها إلى حد بعيد.
وأرسلت إسرائيل وفدا إلى القاهرة، الأحد، ومن المتوقع أن يعقد الوسطاء جولة أخرى من المحادثات رفيعة المستوى مع وفد إسرائيل بمصر في وقت لاحق من الأسبوع.
ماذا يوجد على المحك في مفاوضات وقف إطلاق النار؟
- من شأن وقف إطلاق النار أن ينهي الحرب الأكثر دموية على الإطلاق بين إسرائيل والفلسطينيين، في صراع أدى إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط وأثار احتجاجات في أنحاء العالم.
- أدى الهجوم الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني في غزة، وفق مسؤولي صحة محليين، لا يفرقون في إحصاءاتهم بين المدنيين والمقاتلين.
- ونزحت الغالبية العظمى من السكان، عدة مرات في كثير من الأحيان.
- ويتكدس مئات الآلاف منهم في مخيمات بائسة، وسط انهيار القطاع الصحي بشكل كبير، ومحو أحياء بأكملها.
- أدى الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر إلى مقتل نحو 1200 شخص، واحتجاز نحو 250 رهينة.
- وما يزال نحو 110 رهائن في غزة، تقول السلطات الإسرائيلية إن ما يقرب من ثلثهم قد لقوا حتفهم.
- وتم إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة خلال وقف إطلاق نار استمر أسبوعا في نوفمبر.
- أطلق حزب الله اللبناني طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل بشكل شبه يومي منذ اندلاع الحرب، وردت إسرائيل بغارات جوية وقصف مدفعي. وتصاعدت أعمال العنف، ما أجبر عشرات ال لاف على الفرار من ديارهم على جانبي الحدود.
- وتوعد حزب الله بشن هجوم أشد قوة – دون أن يذكر متى أو كيف – ردا على مقتل فؤاد شكر، أحد كبار قادته، الشهر الماضي في غارة جوية إسرائيلية على بيروت.
- وهاجمت جماعات أخرى مدعومة من إيران في سوريا والعراق واليمن أهدافا إسرائيلية وأميركية ودولية تضامنا مع الفلسطينيين.
- وتبادلت إيران وإسرائيل إطلاق النار بشكل مباشر في أبريل، يخشى كثيرون من تكراره إن نفذت إيران تهديدها بالانتقام لمقتل رئيس مكتب حماس السياسي إسماعيل هنية في انفجار بطهران ألقي باللوم فيه على إسرائيل.
- وأعلن حزب الله أنه سيوقف هجماته على طول الحدود إذا توقفت الحرب في غزة.
- وقد يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار أيضا إلى امتناع إيران عن شن ضربات انتقامية على إسرائيل - ولو بشكل مؤقت.
ما هي النقاط الشائكة الرئيسية؟
- يعمل الوسطاء على صياغة مقترح لعملية من ثلاث مراحل تقضي بإطلاق حماس سراح جميع الرهائن مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وانسحاب إسرائيل من غزة، ووقف دائم لإطلاق النار.
- أيد الرئيس الأميركي جو بايدن المقترح في خطاب يوم 31 مايو، كما أقره مجلس الأمن الأممي.
- لكن حماس اقترحت تعديلات، وطلبت إسرائيل إيضاحات، واتهم كل طرف الآخر بتقديم مطالب جديدة لا يمكن للجانب الآخر قبولها، إذ تطالب حماس بضمانات بأن إسرائيل لن تستأنف الحرب بعد إطلاق سراح الدفعة الأولى من الرهائن الأكثر ضعفا، وعددهم ثلاثون.
- وتطالب إسرائيل من جانبها بضمانة لعدم استمرار المفاوضات إلى أجل غير مسمى خلال المرحلة الثانية، التي تقضي بإطلاق سراح الرهائن الأحياء المتبقين، ومنهم الجنود الذكور.
- كذلك اشترط نتنياهو مؤخرا احتفاظ إسرائيل بوجود عسكري على طول الحدود بين غزة ومصر لمنع تهريب الأسلحة، وعلى طول الخط الذي يقسم القطاع حتى تتمكن من تفتيش الفلسطينيين العائدين إلى ديارهم في الشمال، والتأكد من عدم تسلل مسلحين إلى هناك.
- تنفي إسرائيل أن تكون مطالبها تلك جديدة، إلا أنه لم ترد أي إشارة إليها لا في خطاب بايدن ولا في قرار الأمم المتحدة الخاص بالانسحاب الكامل.
- ومن بين القضايا العالقة الأخرى، السجناء الفلسطينيون الذين سيتم إطلاق سراحهم، وما إذا كان سيتم إرسالهم إلى المنفى.
من يقرر وقف إطلاق النار؟
- أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن يكون مقبولا لدى يحيى السنوار وبنيامين نتنياهو معا.
- يواجه نتنياهو ضغوطا كبيرة من عائلات الرهائن وقطاع كبير من الإسرائيليين لإبرام اتفاق لإعادتهم.
- لكن زعماء اليمين المتطرف في ائتلافه هددوا بإسقاط الحكومة في حال قدم تنازلات كبيرة، ما قد يجبره على إجراء انتخابات مبكرة ربما تقصيه من السلطة.
- في السابق، استغرق مفاوضو حماس عدة أيام لإرسال مقترحات إلى السنوار والحصول على تعليقاته.
- ويعني ذلك أنه في هذه المرة أيضا عندما يتم الانتهاء من صياغة المقترح الأخير، من المرجح أن يستغرق الأمر أسبوعا أو أكثر حتى يرد رد حماس الرسمي عليه.
- أما المدنيون الفلسطينيون في غزة فيقولون إنهم منهكون ويتطلعون إلى وقف إطلاق النار.
- وعندما قبلت حماس مقترحا سابقا في مايو، أقيمت احتفالات عفوية على الفور، لكن الآمال تبددت سريعا.
- كذلك دعت جماعات الإغاثة إلى وقف إطلاق النار، قائلة إن هذا هو السبيل الوحيد لضمان وصول المساعدات الغذائية والإنسانية التي تشتد الحاجة إليها في غزة.
- وحذر خبراء من مجاعة وشيكة وتفشي أمراض مثل شلل الأطفال إن استمرت الحرب.
وأعلنت الأمم المتحدة أنه حتى لو انتهى القتال غدا فإن إعادة بناء وإعمار غزة ستستغرق أكثر من عقد، وستتطلب عشرات المليارات من الدولارات. - وعلى الجانب الآخر في إسرائيل، حيث ما يزال تأثير هجوم 7 أكتوبر تشرين أول كبيرا، فيسود دعم واسع للحرب وقليل من التعاطف مع الفلسطينيين.
- لكن قضية الرهائن أثارت احتجاجات حاشدة تطالب بإبرام اتفاق لإعادتهم، وإسقاط حكومة نتنياهو، التي يلقي كثيرون باللوم عليها في إخفاقات أمنية واستخباراتية أتاحت وقوع الهجوم.