احتدمت الثلاثاء المعارك في عدد من مناطق السودان وسط تقارير تحدثت عن اتجاه مجلس الأمن الدولي لاتخاذ خطوات قوية لوقف نزيف الدم والتدهور الكبير في الأوضاع الإنسانية والصحية في البلاد.
وقتل أكثر من 55 مدنيًا في العاصمة الخرطوم وغرب ولاية الجزيرة وعدد من مناطق إقليم دارفور.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، جرت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة في منطقتي سلاح المدرعات والزخيرة بجنوب غرب الخرطوم، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في الأحياء السكنية المجاورة. كما سقط عشرات القتلى والجرحى أيضًا في منطقة غرب الجزيرة في اشتباكات جرت حول مدينة "الهدى" بمحلية المناقل، وسط موجة فرار كبيرة من المنطقة.
واستمر القتال العنيف أيضًا في مدينة الفاشر وعدد من المناطق المحيطة بها في شمال إقليم دارفور.
يأتي هذا وسط تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية والصحية في معظم مناطق السودان وتدهور كبير في الخدمات حتى في المناطق التي لم تشملها رقعة الحرب حتى الآن. وأكدت لجان طوارئ ومصادر طبية وفاة العشرات في العاصمة الخرطوم خلال الأيام الخمسة الماضية بسبب حميات ناجمة عن تناول مياه ملوثة في ظل الانقطاع الواسع لشبكات المياه الصالحة للشرب.
وأعلنت غرفة طوارئ أحياء الجريف غرب في الخرطوم عن وفاة 32 مواطنًا، بسبب تفشي الحميات.
وأكدت الغرفة تفشي حميات مصحوبة بتشنجات بسبب لجوء السكان للتزود بالمياه من نهر النيل مباشرة في ظل ندرة المياه الصالحة للشرب بسبب انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة.
وقالت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في بيان إن الآثار الصحية المباشرة للنزاع ألحقت أضرارًا جسيمة وعطلت النظام الصحي في السودان، حيث افتقر الملايين في البلاد إلى الرعاية الصحية، مما أدى إلى تفاقم الحالة الصحية الهشة بالفعل للعديد من الأشخاص الضعفاء.
وشهدت الأيام الماضية انقطاعًا واسعًا للكهرباء في عدد من مناطق البلاد بما في ذلك مدينة بورتسودان مقر الحكومة الحالية.
وقالت الشركة المسؤولة عن إمداد الكهرباء إن الانقطاع ناجم عن تنفيذ برمجة عاجلة للإمداد المتاح بعد أعطال لحقت بمحطة النقل الرئيسية.
وطالبت الشركة السكان بأخذ التحوطات اللازمة وفقًا لبرمجة تمتد من 12 إلى 14 ساعة مقسمة على فترتين نصفها صباحي والنصف الآخر مسائي.
إحاطة لمجلس الأمن
وبالتزامن مع تلميح المبعوث الأمريكي توم بيريللو بتدخل دولي، يعقد مجلس الأمن جلسة إحاطة مفتوحة يتبعها مشاورات مغلقة لمناقشة الوضع في السودان، حيث سيتم التباحث حول جهود الأمم المتحدة لدعم السودان في تحقيق السلام.
وسبق أن وافق أعضاء المجلس – باستثناء روسيا – على قرار بموجب الفصل السادس قدمته بريطانيا، يطالب بالانسحاب من الفاشر ووقف القتال فورًا.
وبحسب بيان أصدره مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين، من المقرر أن يقدم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، رمطان لعمامرة، ومدير شعبة العمليات والدعوة التابعة لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، إديم ووسورنو، وممثل المجتمع المدني، إحاطات للمجلس خلال جلسة اليوم الثلاثاء.
وقال بيريللو إن كلا طرفي الحرب مسؤولان عن المجاعة وعدم وصول المساعدات والأدوية إلى مستحقيها، مشيرًا إلى خطة بديلة ستنفذ في حالة عدم جلوس الطرفين للتفاوض في منبر جدة، وتحدث عن احتمال إدخال قوات دولية بإشراف الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة لحماية المدنيين.