حسم حزب "الوحدة الوطنية" الإسرائيلي برئاسة الوزير بحكومة الحرب بيني غانتس، يوم الأحد، قراره بالانسحاب من حكومة الطوارئ التي تشكلت برئاسة بنيامين نتنياهو، فما هي تداعيات الاستقالة حكومة نتنياهو وهل تتجه إسرائيل إلى انتخابات مبكرة كما يطالب الوزير المستقيل.
وأعلن غانتس استقالته من حكومة الحرب الإسرائيلية بعد أن هدد الشهر الماضي بالانسحاب لغياب استراتيجية لفترة ما بعد الحرب في قطاع غزة.
وقال غانتس في خطاب متلفز إن "نتانياهو يمنعنا من المضي نحو نصر حقيقي. ولهذا السبب نترك حكومة الطوارئ اليوم بقلب مثقل، ولكن بإخلاص تام".
كما دعا بيني غانتس إلى إجراء انتخابات مبكرة، قائلا "يجب أن تجرى انتخابات تؤدي في نهاية المطاف إلى تشكيل حكومة تحظى بثقة الشعب وتكون قادرة على مواجهة التحديات".
تأثير الاستقالة على حكومة الحرب؟
تعليقا على استقالة غانتس، رئيس المحكمة العليا في حزب الليكود ميخائيل كلاينر إن الاستقالة كانت متوقعة، مستبعدا أي تأثير على حكومة الطوارئ التي يرأسها نتنياهو.
وقال كلاينر في مقابلة مع سكاي نيوز عربية “الاستقالة بدت متناقضة لأن غانتس عندنا انضم إلى الحكومة قال إنه يريد أن يجعلها آمنة وهي الأنسب لإسرائيل بعد السابع من أكتوبر، والآن عاد ليتحدث عن السادس من أكتوبر. فما الذي حدث؟ هذا تناقض. نحن ما نزال في نفس النزاع مع حماس، والحرب لم تنته".
ويرى كلاينر أن السبب الوحيد الذي جعل غانتس ينسحب "هو تراجع شعبيته في الاستطلاعات، بالتالي لديه دوافع سياسية، وليست وطنية وهو يضعف إسرائيل".
وتعليقا على النقد الذي وجهه غانتس لرئيس حكومة الطوارئ، قال إن "غانتس كان يعتقد أن سياسيات نتنياهو في الـ6 أشهر الماضية جيدة، ولكن ما الذي تغير في الأيام القليلة الماضية؟ باستثناء هذا الانجاز الكبير بتحرير الرهائن يوم أمس (السبت) والذي رفع معنويات الجيش الإسرائيلي".
وأكد أن نتنياهو سيواصل في هذا النسق بسبب نجاح عملية تحرير الرهائن من مخيم النصيرات في غزة، مشيرا إلى أن “غانتس كان يريد أن يضعف الحكومة عبر الانسحاب، لكن بعد عملية تحرير الرهائن لن يحدث ذلك".
واستطرد “أعتقد أن استقالة غانتس سيكون لها بعض الأثر لأن إسرائيل تحتاجه في ظروف كهذه، على نتنياهو أن يتحدث إلى اليمين وكذلك إلى المعارضة خصوصا الذي يدعمون سياسية حكومة نتنياهو، أعتقد أن أفيغدور ليبرمان سيكون من بين الأشخاص الذين سيتحدث نتنياهو إليهم. ومع كامل الاحترام لبيني غانتس فهو يمثل 8 أعضاء في الكنيست فقط".
بديل غانتس في الكابينت؟
وتعليقا على سؤال عمن سيحل مكان غانتس، قال كلاينر إن زعيم المعارضة يائير لابيد وهو من الوسط وله 24 عضوا في الكنيست، فإذا انضم إلى حكومة الطوارئ سيكون هناك حكومة ائتلافية ووحدة وطنية مهمة، وأعتقد أن نتنياهو سيبذل قصارى جهده ليطلب من لابيد الانضمام إلى الحكومة، بما في ذلك توزيع جديد للحقائب الوزارية (...) وهذا قد يجعل بعض الوزراء الحاليين ينسحبون، وبالتالي التوصل إلى اتفاق مع حماس. وكذلك بشأن الحدود مع لبنان وكذلك مع السعودية من أجل مواجهة إيران وخصوصا أن بايدن يذهب في نفس الاتجاه".
واستبعد عضو حزب الليكود أن تتجه إسرائيل إلى انتخابات مبكرة بسبب انسحاب غانتس من الحكومة، قائلا إن "التحالف الحكومي قوي به 64 عضوا، ولا أعتقد أن أي أحد في هذا التحالف الذي تكون عقب هجوم حماس سيذهب إلى المعارضة، أو يطلب انتخابات مبكرة، فالانتخابات ستكون في موعدها في ديسمبر 2026
يذكر أن مجلس الحرب الإسرائيلي تشكل بعد هجوم أكتوبر، ويضم كلا من بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس. ويشارك في المجلس بصفة مراقب (وزير بلا حقيبة وزارية) كل من قائد الأركان السابق غادي آيزنكوت، ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر.