تعاني إيران منذ عقود من تأثير العقوبات الأميركية على أسطولها الجوي المدني والعسكري، وقد أدت هذه العقوبات إلى تدهور كبير في حالة الطائرات وصعوبة الحصول على قطع الغيار والخدمات الفنية، مما أسفر عن سلسلة من الحوادث الجوية المأساوية.
تأثير العقوبات على الأسطول الجوي المدني
وتسببت العقوبات المفروضة على إيران منذ الثورة الإسلامية في 1979 إلى منع شراء قطع الغيار الأساسية للطائرات، مما أجبر شركات الطيران الإيرانية على الاعتماد على قنوات غير مباشرة للحصول على هذه القطع.
وتستخدم إيران شركات وسيطة لشراء ونقل قطع الغيار بطرق غير رسمية لكن دون جدوى حقيقية.
ونتيجة لهذه العقوبات، يمتلك الأسطول الجوي الإيراني نحو 300 طائرة، نصفها تقريبا معطلة بسبب نقص قطع الغيار والصيانة.
وتعتمد الخطوط الجوية الإيرانية بشكل كبير على طائرات قديمة مثل فوكر 100 وبوينغ MD، مما يزيد من تكلفة الصيانة والوقود، بحسب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى.
وفي السنوات الأخيرة، انخفض عدد الركاب والرحلات الجوية بشكل ملحوظ بسبب تزايد تكاليف السفر والقيود المفروضة على الطائرات الإيرانية في المطارات الأجنبية.
تأثير العقوبات على الأسطول الجوي العسكري
لم تؤثر العقوبات الأميريكة على الطائرات المدنية فقط بل أيضا على الطائرات العسكرية.
وتعاني العديد من الطائرات العسكرية الإيرانية من نفس مشاكل الصيانة ونقص قطع الغيار، مما أدى إلى حوادث مميتة عديدة من بينها:
- في عام 1981 تحطمت طائرة هرقل سي-130، مما أدى إلى مقتل مجموعة من أبرز قادة الحرب العراقية-الإيرانية.
- في عام 2005، تحطمت طائرة داسو فالكون 20، مما أدى إلى مقتل قائد القوات البرية للحرس الثوري الإيراني، أحمد كاظمي، وعدد من قادة الحرس الآخرين.
مقبرة الطائرات في مطار مهر آباد
وصف وزير الصناعة والتجارة الإيراني، عباس علي آبادي، في أكتوبر 2023، الحالة المزرية للأسطول الجوي الإيراني بوجود "مقبرة للطائرات" في مطار مهرآباد بطهران.
ويجسد هذا الوصف حجم الأزمة التي يعاني منها الأسطول الجوي بسبب العقوبات، حيث تظل العديد من الطائرات غير صالحة للطيران بسبب عدم توفر قطع الغيار اللازمة.
وقد تسببت العقوبات الأميركية المستمرة منذ عقود في تدهور كبير في الأسطول الجوي الإيراني، مما أدى إلى سلسلة من الحوادث المأساوية التي لم يسلم منها حتى المسؤولون الكبار في النظام.
وتستمر هذه العقوبات في تأثيرها السلبي على قدرة إيران على تحديث وصيانة طائراتها، مما يعرض حياة العديد من المدنيين والعسكريين للخطر، حيث يتمثل الحل الوحيد لتحسين الوضع في رفع العقوبات والسماح لإيران بشراء قطع الغيار والطائرات الجديدة بشكل مباشر.
أهم حوادث الطائرات التي أودت بحياة مسؤولين إيرانيين:
- في مايو 2024 سجلت حادثة تحطم مروحية الرئيس إبراهيم رئيسي ومسؤولين آخرين، وهو آخر مثال على سلسلة الحوادث التي تعرض لها المسؤولون الإيرانيون.
- في مارس 2021، تحطمت مروحية كانت تقل وزير الرياضة حميد سجادي وعدد من مرافقيه، مما أدى إلى وفاة مساعده إسماعيل أحمدي، أحد أعضاء الحرس الثوري الإيراني.
- في 20 يناير 2005، تحطمت طائرة قائد القوات البرية أحمد كاظيمي، مما أسفر عن مقتل كاظمي، وعدد من قادة الحرس الثوري.
- في مايو 2001، تحطمت طائرة ياك 40 تابعة لشركة فراز قشم الجوية، مما أدى إلى مقتل وزير الطرق والنقل رحمن دادمان وعدد من نواب البرلمان ومساعدي بعض الوزراء.
- في 1981 تحطمت طائرة هرقل سي-130 تابعة لسلاح الجو الإيراني في عام، مما أسفر عن مقتل مجموعة من أبرز قادة الحرب العراقية-الإيرانية، بينهم يوسف كلاهدوز ومحمد جهان آرا، ووزير الدفاع آنذاك موسى نامجو.
- في عام 1994، قتل قائد القوات الجوية منصور ستاري مع كبار ضباط القوات الجوية في حادث تحطم طائرة بالقرب من مطار بهشتي الدولي في أصفهان.