بعد إعلان قطر إعادة النظر في دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، كشفت تركيا عن موافقة حماس على نزع سلاحها مقابل إقامة دولة فلسطينية على حدود 67.
وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان إن قادة حماس أعربوا عن قبولهم بحل الجناح العسكري للحركة في حال تم إنشاء دولة فلسطينية على حدود 67، مشيرا إلى موافقة حماس على تحول الحركة إلى حزب سياسي.
ووصف تصريح وزير الخارجية التركي الذي كشف موافقة حماس على نزع السلاح مقابل إنشاء دولة فلسطينية على حدود 67، بمثابة حجر ألقته تركيا في مياه غزة الراكد، لتخرج من ركام الحرب.
ويأتي هذا التطور في أعقاب إعلان قطر إعادة النظر في دورها في جهود الوساطة، وهو ما اعتبر بمثابة سعي من أنقرة لتدشين دور جديد في الوساطة مع تراجع متوقع للدور القطري.
ضغوط تركية
يؤكد القيادي في حركة فتح الدكتور جهاد الحرازين، أن هناك حالة من اللبس فيما يخص التصريحات التركية بحل الجناح العسكري لحركة حماس إذا ما تم إنشاء دولة فلسطينية على حدود 67. ويضيف جهاد الحرازين في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية":
- هناك نوع من اللبس في التصريحات الأخيرة لأنقرة التي من المعلوم أنها حصلت على ضوء أخضر بأن تلعب دورا في الوساطة مع مراجعة دور قطر.
- يعيش العديد من قادة حركة حماس في تركيا ولديهم مجموعة من المصالح في البلاد كما أن تركيا تعتبر حاضنة لحماس وهو ما يمكن أن يفسر وجود نوع من الضغط على الحركة.
- لطالما عبرت حماس عن اعتراضها على دعوات نزع السلاح أو إنشاء دولة فلسطينية دون سلاح، حيث تقابل تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإقامة دولة منزعة السلاح باتهامات بالتطبيع والخيانة من طرف قيادات حماس.
أما الكاتب والباحث السياسي إبراهيم المدهون فيؤكد أن أهداف حماس هي أهداف سياسية وليست فوضوية، ودائما ما تعبر عن سعيها لإقامة دولة فلسطينية. ويقول إبراهيم المدهون في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية":
- الحديث عن نزع السلاح ليس دقيقا، ومن الطبيعي أنه عند إقامة الدولة الفلسطينة لن تكون هناك فصائل مسلحة بل سيتم الدفع بتعزيز أركان وسيادة الدولة.
- حركة حماس تهدف إلى إنشاء الدولة الفلسطينة، لكنها لا تريد الوقوع في الأخطاء التي وقعت بها جهات فلسطينية أخرى سابقا، ولن تقبل بتقديم تنازلات كبيرة.
- نزع السلاح موضوع لا ينقش وحتى اللحظة حركة حماس لم تعقب على التصريحات التركية، لكن ما يمكن فهمه من أنقرة أن الحركة لديها مرونة كبيرة في التواصل وهذه فرصة للاستماع لمطالبها.
- حركة حماس تفضل الدور العربي والتركي في النزاع مع إسرائيل وتريد أن يكون هذا الدور السياسي واضحا للوصول إلى هدف إقامة دولة فلسطينية على حدود 67.
نزع السلاح مقابل إقامة دولة فلسطينية
وفي الدوحة، التقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع إسماعيل هنية لبحث المساعدات الإنسانية لغزة وجهود وقف إطلاق النار والمحادثات بشأن الرهائن.
وقالت حماس في بيان إنها نقلت وجهات نظرها بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار ومتطلباتها، مستعرضة "أهمية ومركزية الدور التركي".
وقال فيدان في وقت لاحق بمؤتمر صحفي، إن خطر نشوب صراع إقليمي أوسع لا يزال قائما وسط التوتر بين إيران وإسرائيل، مضيفا أن الدول التي تدعم إسرائيل يجب أن تراجع مواقفها.
وأضاف أن الوحدة بين الفلسطينيين ضرورية لتحقيق دولة فلسطينية ذات سيادة وتطبيق حل الدولتين، وأنه عبر عن وجهة نظر تركيا بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة أثناء اجتماعه مع هنية الذي استمر قرابة ثلاث ساعات.
وقال فيدان إن حماس تعهدت في السابق بإغلاق جناحها المسلح إذا أقيمت دولة فلسطينية على حدود عام 1967، مضيفا أن الحركة ستستمر بعد ذلك كحزب سياسي فقط. وقال إنه سمع هذا مرة أخرى خلال محادثاته الأربعاء.
ويتوجه إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى تركيا مطلع الأسبوع القادم لإجراء محادثات مع الرئيس رجب طيب أردوغان فيما التقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع هنية أثناء زيارة إلى الدوحة الأربعاء.
وستكون زيارة هنية إلى اسطنبول هي أول رحلة له إلى تركيا منذ أن بدأت إسرائيل حربها في غزة في 7 من أكتوبر.
وتأتي أيضا الزيارة وسط تصاعد التوتر الإقليمي، بعد أن هاجمت إيران إسرائيل مطلع هذا الأسبوع ردا على غارة إسرائيلية على مجمع السفارة الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل.