بعد مرور أكثر من 5 أشهر على الحرب في قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، تدور مفاوضات صعبة للوصول إلى هدنة، وسط اتهام كل طرف للآخر بأن لديه سقفا غير معقول من المطالب والشروط.
وبالتوازي مع المفاوضات، تتواصل المعارك في قطاع غزة، حيث نفّذ الجيش الإسرائيلي فجر الإثنين عملية قال إنها "محددة" في مجمع الشفاء الطبي بحي الرمال في مدينة غزة، بناء على معلومات تفيد بوجود مسؤولين من حماس فيه.
وفي وقت لاحق، صرّح الجيش بأنه "خلال اشتباكات مختلفة، تم القضاء على 20 إرهابيا حتى الآن في المستشفى، ويجري حاليا استجواب العشرات من المشتبه بهم الذين تم القبض عليهم".
مطالب الطرفين من وجهة نظر إسرائيلية
في تقدير المحلل العسكري الإسرائيلي، كوفي لافي، فإن ما تريده تل أبيب من الحرب حتى الآن:
• الحكومة الإسرائيلية لا تريد هدنة طويلة، وترغب في مواصلة الحرب مع حماس حتى القضاء على الحركة، خاصة كتائبها في رفح.
• إسرائيل تمشي "خطوة بعد خطوة" لتحرير المختطفين لدى حماس ووقف الحرب "مؤقتا"، ومواصلة القتال بعد ذلك.
• إذا تهيأت الأمور ونجحت المفاوضات، فمن المحتمل أن تكون هناك ضغوطات كبيرة على إسرائيل لتؤجّل حملتها ضد حماس، وتكتفي بما حققته حتى الآن.
وفيما يخص أهداف حماس قال لافي لموقع "سكاي نيوز عربية":
• حماس التي تموّلها إيران وتزوّدها بالتعليمات تسعى للبقاء في الحكم.
• الحركة تريد أن تكون لديها إنجازات للاستناد إليها في أي مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي أو منظمة التحرير الفلسطينية.
• تسعى حماس لإرسال رسالة مفادها أنه رغم كل الضربات والهجمات الإسرائيلية، فإن الجيش الإسرائيلي لم يستطع القضاء على الحركة، وأنها سوف تستمر في القتال ضد إسرائيل.
والأحد، جدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التأكيد على تصميمه على اجتياح رفح التي يعتبرها آخر "معاقل" حماس.
مطالب الطرفين من وجهة نظر فلسطينية
المحلل السياسي الفلسطيني، أيمن الرقب، يرى أن الوصول لهدنة قصيرة تتضمن صفقة لتبادل الأسرى والرهائن "أمرا صعبا"، خاصة أن من مصلحة الحكومة الإسرائيلية "استمرار الحرب".
وبخصوص مطالب وأهداف إسرائيل من هذه الحرب، قال الرقب لموقع "سكاي نيوز عربية":
• القضاء على حماس بشكل كامل، ومنعها من العودة لحكم غزة.
• ضمان وقف إطلاق الصواريخ من القطاع بشكل دائم، وألا تمثل غزة أي تهديد لإسرائيل.
• إطلاق سراح كل الأسرى الإسرائيليين.
• الكرة في ملعب الإسرائيليين، وحماس أبدت مؤخرا مرونة فيما يتعلق بموقفها وشروطها في التفاوض.
وبالنسبة لمطالب حماس والفصائل الفلسطينية في غزة، أوضح المحلل الفلسطيني:
• إطلاق كل السجناء الفلسطينيين.
• انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع.
• إعادة إعمار غزة.
• أن تفضي الحرب لآفاق سياسية تقود لتأسيس دولة فلسطينية.
وعلى هذا، يعتبر الرقب أن ما بين الطرفين "مسافات طويلة"، لأن أهداف كل منهما "صعبة التحقيق في الوقت الحالي".
والجمعة، اقترحت حماس "اتفاق هدنة من 6 أسابيع" يتضمّن مبادلة 42 رهينة؛ بينهم مجنّدات بأسرى فلسطينيين، وهو ما تم وصفه بـ"موقف أكثر مرونة"، بعدما كانت تطالب بوقف إطلاق نار نهائي قبل أي اتفاق بشأن الرهائن.
حلول وسط
يمكن الوصول لحل وسط هو "وقف الحرب على هذا المستوى"، ويتم وضع ترتيبات لوضع سياسي في المستقبل بين غزة والضفة الغربية، يقود لتأسيس دولة فلسطينية "منزوعة السلاح"، حسب الرقب.
وفي رأيه، فإن حماس تقبل بتأسيس دولة فلسطينية على حدود 1967، وأن تكون هناك "هدنة طويلة مع إسرائيل" قد تمتد لـ50 عاما، ويرافقها مشروع سلام، لكن "الحكومة الإسرائيلية الحالية وفي وجود نتنياهو لن تقبل بذلك".
وتوقّع المحلل الفلسطيني أن يخرج من غزة "مقاتلين أشرس" خلال 10 إلى 15 عاما، بعد ما حدث من دمار في القطاع، وبالتالي يجب أن تكون هناك دولة "تستوعب الأطفال الغزاويين وتعيد دمجهم في المجتمع".