منذ أن دشنت إسرائيل حرب الانتقام عقب هجوم 7 أكتوبر، دمر شمال غزة عن بكرة أبيه، واتسعت نطاق النيران، فتجاوز عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في القطاع 23 ألفا، فيما بلغ عدد الجرحى الفلسطينيين أكثر من 60 ألفا.
فر عشرات الآف من الفلسطينيين من أهوال الحرب شمالا، نحو الجنوب، فطاردهم الموت جنوبا أيضا، ليسلكوا رحلات نزوح أخرى نحو أقصى الجنوب، وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن عدد المهجرين في القطاع تجاوز مليون و900 ألف نازح.
وسط الاقتتال المستمر، تخرج المؤسسات الصحية في القطاع عن الخدمة تباعا، حيث تعمل فقط 15 مستشفى جزئيا من أصل 36.
بينما أشارت مصادر حماس إلى أن منظومة الإسعاف متوقفة بعد خروج أكثر من 70 سيارة إسعاف عن الخدمة.
بعد 46 يوما من القتال المستعر بين حماس وإسرائيل، اتفق الجانبان على هدنة مؤقتة تم بموجبها إطلاقُ سراح 240 من الأسرى الفلسطينيين، مقابل إفراج حماس عن 121 من المحتجزين في غزة، وتشير التقديرات إلى أن هناك 136 رهينة ما زالوا في القطاع.
الأونروا تحذر من مجاعة وشيكة في ظل غياب المساعدات الملحة
وبعد فشل جهود تمديد الصفقة، استأنفت إسرائيل معاركها المؤجّلة شمالا، ووسعت نطاق النيران جنوبا، مما أغلق الأبواب في وجه دخول المساعدات إلى محتاجيها.
فبات سكان القطاع على حافة المجاعة وفق تحذيرات صارمة للأونروا.
وأشارت الوكالة إلى أن هناك أكثرَ من مليون و400 ألف شخص يفتقرون إلى الغذاء والنظافة في ملاجئها في القطاع.
جبهات غزة الرديفة باتت على شفا الانفجار الشامل
تحركت القنوات الدبلوماسية في أكثر من اتجاه لاحتواء نطاق الحرب، لكن جبهات غزة الرديفة، باتت هي الأخرى على شفا الانفجار الشامل، خصوصا مع تركيز النيران الإسرائيلية على قادة حزب الله الميدانيين، ورسائل الردع النارية التي تلقتها ميليشيات الحوثي في قلب اليمن، ووعيد الطرفين بالانتقام.
في ظل كل هذه التطورات، تتقلص فرصُ الدبلوماسية أكثر فأكثر، ويبدو طريق الحل السياسي شائكا، خصوصا وسط تضارب المواقف، بشأن ترتيبات اليوم التالي للحرب.
وفي هذا السياق، قال القيادي في حركة فتح منير الجاغوب، في حديث لـ"سكاي نيوز عربية":
- هناك رسائل مهمة من الحرب الحالية من بينها أن إسرائيل لم تستفد من كل الضغط العسكري الذي مارسته على مدى 100 عام.
- يجب أن تتوحد الفصائل ببرنامج واحد وطني له علاقة بإنهاء الاحتلال للأراضي المحتلة عام 1967.
- إلى متى ستبقى أميركا منحازة لإسرائيل.
- الأمة العربية والإسلامية طرحت مبادرة سلام ووافقنا عليها، إلى متى سوف نبقى تحت جنازير الاحتلال، نحن نريد حل الدولتين والعيش بسلام.
- المجتمع الدولي يشاهد ما يحدث في فلسطين، والجميع يسكت، لسنا نحن من يحتل إسرائيل بل العكس.
من جانبه، قال الباحث في قضايا الأمن القومي الإسرائيلي الدكتور عنان وهبي:
- بدأت الحرب بصدمة كبيرة لإسرائيل، وهذه كانت ضربة بالصميم لكل المعادلة التي تتحدث عن العلاقة بين المجتمع الإسرائيلي والدولة الإسرائيلية.
- 3 أهداف يجتمع عليها هذا المجتمع خلال الحرب وهي مكافحة الإرهاب وإعادة الرهائن وإعادة الأمن لكافة السكان.
- بدأت الحرب وكانت أزمة استخباراتية واضحة، تم تأجيل التحقيق فيها.
- الإنجازات في هذه الحرب لكل جيش نظامي تكون صعبة مقابل جهة تبني نفسها للحروب داخل المدن والأنفاق.
- إيران من دفعت لهذه الحرب، وكل من يفهم السياسة الإقليمية يعي ذلك.
- إسرائيل خرجت من غزة سنة 2005، ماذا جرى بعد ذلك، حصل انقلاب داخل السلطة من حماس الممولة من إيران.
- إيران حاولت تحويل غزة إلى حلبة إقليمية.
- حماس دعمت اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يتحدث بكل وقاحة عن تهجير السكان وهذا مرفوض من غالبية المجتمع الإسرائيلي.