أثار الإعلان عن التوصل لاتفاق هدنة إنسانية لـ 4 أيام بين إسرائيل وحركة حماس، تساؤلات عن تبعاتها على مستقبل الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ 47 يوما، ومدى تأثيرها على ارتكاز طرفي الصراع خلال الأيام المقبلة.
ويعتبر عسكريون ومراقبون، أن الهدنة بين إسرائيل وحماس تعد بمثابة "نقطة مفصلية" في الحرب بين الجانبين التي خلفت أكثر من 14500 قتيل وما يزيد على 33 ألف جريح.
وفي حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، قال نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط مايك ملروي، إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه استخدم على وجه التحديد كلمة الهدنة بدلا من وقف إطلاق النار خلال الاتفاق، معتبرا ذلك "تمييزا مهما"، إذ يعني أنه من المفترض أن يبدأ القتال مرة أخرى بعد هذا التوقيت المحدد بـ4 أيام.
ورجح ملروي الذي سبق أن عمل في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، أن تسعى حماس إلى توحيد قواتها وإعادة نشرها خلال الوقت الذي وافقت فيه إسرائيل على عدم تحليق طائرات استطلاع بدون طيار فوق غزة.
وبشأن وضع باقي الرهائن، أوضح ملروي، أنه من المحتمل أن يحرك أنصار حماس الرهائن المتبقين، مع إعادة تمركز القيادة والسيطرة للقوات للسعي للحصول على ميزة إضافية على الجيش الإسرائيلي.
من يربح أكثر؟
حدد نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط، تبعات هذه الهدنة على مستقبل الحرب وموقف باقي الرهائن، في عدد من النقاط، قائلا:
- حماس استغلت هؤلاء الرهائن وهذا الاتفاق لكسب اليد العليا في المعركة العسكرية، وقبلت إسرائيل بذلك لتأمين إطلاق سراح هؤلاء المدنيين، وخاصة الأطفال.
- سيكون تبادل الرهائن لأسرى حماس معقدا من الناحية اللوجستية، إذ تقضي الخطة بإطلاق سراح 10 رهائن مقابل يوم جديد للهدنة، وسيتم إطلاق سراح 30 سجينا من قبل إسرائيل، وسيتم ذلك في ساحة المعركة، مما يزيد من تعقيدها ويتطلب الثقة بين الطرفين التي هي بالأساس ضعيفة جدا.
- من واقع خبرتي، فإن اللجنة الدولية للصليب الأحمر عادة ما تكون نشطة للغاية في هذا الأمر، بما في ذلك الفحوصات الصحية والرعاية الاجتماعية للسجناء ناهيك عن الرهائن.
- يطلق على الوضع الراهن "وقفة إنسانية" لأن الكثير من المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها سيتم تسليمها إلى غزة كجزء من الاتفاق، وهذا يشمل الوقود إلى مولدات الكهرباء في جميع أنحاء قطاع غزة، وكان هذا شيئا تردد الإسرائيليون في الموافقة عليه لأنهم كانوا قلقين من أن حماس ستستولي عليه بدلا من السماح للفلسطينيين باستخدامه.
- من شأن هذه الهدنة أن تسمح بمرور آمن ومساعدات إنسانية حيوية، بما في ذلك الغذاء والمياه النظيفة والأدوية والمعدات الطبية والوقود، إلى منطقة آمنة مخصصة ومراقبة في جنوب غزة.
تفاصيل الهدنة
أصدرت حركة "حماس"، فجر الأربعاء، بيانا كشفت فيه عن تفاصيل ما وصفته باتفاق "التهدئة" مع إسرائيل، وجاء فيه:
- وقف إطلاق النار من الطرفين، وكل الأعمال العسكرية للجيش الإسرائيلي في جميع مناطق قطاع غزة، ووقف حركة آلياته العسكرية المتوغلة في القطاع.
- إدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود، إلى كل مناطق قطاع غزة، بلا استثناء شمالا وجنوبا.
- إطلاق سراح 50 من المحتجزين في غزة من النساء والأطفال دون سن 19 عام، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال من الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية دون سن 19 عاما وذلك حسب الأقدمية.
- وقف حركة الطيران في (الجنوب) على مدار الأربعة أيام، ووقف حركة الطيران في (الشمال) لمدة 6 ساعات يوميا من الساعة 10:00 صباحا حتى الساعة 4:00 مساء.
- خلال فترة الهدنة تلتزم إسرائيل بعدم التعرض أو اعتقال أحد في كل مناطق قطاع غزة.
- ضمان حرية حركة الناس (من الشمال إلى الجنوب) على طول شارع صلاح الدين.