وسط تدفق تصريحات وصفت بـ"المتناقضة" من المسؤولين الإسرائيليين بشأن مفاوضات تبادل الأسرى، يشكك خبراء في إمكانية أن توقف تل أبيب الحرب على قطاع غزة، حتى لو تم تحرير كافة رهائنها المحتجزين هناك.
وتنوعت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين في الساعات الأخيرة، بين من يصر على وجوب تحرير الرهائن، ومن يشكك في أنهم باقون على قيد الحياة، ومن يؤكد على استمرار الحرب حتى لو تم الانتهاء من هذا الملف.
وعند بدء عمليات التوغل البري في قطاع غزة، أواخر أكتوبر الماضي، أعلنت تل أبيب أن لها هدفين، هما تحرير الرهائن والقضاء على حركة حماس، وهو ما لم يتحقق أي منهما حتى الآن.
تصريحات الساعات الأخيرة
- صرح رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، بأن حكومته تعمل بشكل متواصل على تحرير الرهائن "وعند توصلنا لشيء ملموس سيتم الإعلان عنه".
- عضو الحكومة الإسرائيلية الحالية، ووزير الدفاع السابق، بيني غانتس، أكد، الثلاثاء، أثناء زيارته للقيادة العسكرية في شمال إسرائيل إنه حتى لو حصلت هدنة مؤقتة لإطلاق سراح الرهائن، فإن الحرب في غزة لن تتوقف "حتى تحقيق أهدافنا".
- شكك وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، في بقاء الرهائن على قيد الحياة الآن، قائلا في مؤتمر صحفي في مقر الأمم المتحدة بجنيف، الثلاثاء: "عقدنا؛ وزير الصحة والعائلات وأنا، اجتماعا مع رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر. حتى اليوم لم يلتق أحد الرهائن. ليس لدينا أي دليل على أنهم أحياء".
- وصل رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، رونين بار، إلى مصر، حسب صحيفة "هاآرتس" العبرية، الثلاثاء، ليبحث مع كبار المسؤولين المصريين صفقة مرتقبة للإفراج عن الرهائن.
من ناحيته، كشف الرئيس الأميركي، جو بايدن، الثلاثاء، للصحفيين في البيت الأبيض أن مناقشات يومية يجريها مع الأطراف المشاركة في مفاوضات إطلاق سراح الرهائن، لكنه "لا يريد كشف التفاصيل"، قائلا لعائلاتهم:"اصمدوا. إننا قادمون".
ولا يتوقف أهالي الرهائن عن تنظيم احتجاجات ومظاهرات، في تل أبيب وفي القدس، تطالب الحكومة بعمل كل ما يلزم لتحرير الرهائن أحياء، ووفق صحيفة "هاآرتس" العبرية، فإنهم يشعرون بأنه لا تجري مفاوضات جادة حول هذا الملف بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية التي تحتجزهم.
والرهائن الـ239، بحصب إحصاء الجيش الإسرائيلي، اختطفتهم الفصائل الفلسطينية في هجماتها المفاجئة يوم 7 أكتوبر من مستوطنات إسرائيلية قريبة من قطاع غزة، بينهم إسرائيليون وأجانب، وقالت حركة "حماس" إن 60 منهم قُتلوا خلال القصف الإسرائيلي للقطاع.
وتشترط حماس للإفراج عنهم، الإفراج في المقابل عن جميع الأسرى الفلسطينيين المتواجدين في السجون الإسرائيلية، والذين تقدر وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عددهم بـ 5250 فلسطينيا حتى يوم 3 أكتوبر الماضي.
"مماطلة" إسرائيلية
يصف الباحث الفلسطيني في الشؤون الإسرائيلية، طلال أبو ركبة، تصريحات المسؤولين في تل أبيب بشأن الرهائن بأنها "متناقضة"؛ لأن إسرائيل تدير هذا الملف على محورين، الأول الجمهور الإسرائيلي والثاني الفصائل الفلسطينية، في إشارة لتوجيه رسائل مختلفة للجانبين.
ووفق تقديره، فإن إسرائيل "مستعدة للتضحية بالرهائن بشكل كامل؛ حتى لا تقدم أي تنازل للفلسطينيين، وحتى لا تعطيهم نصرا سياسيا".
ويربط الباحث الفلسطيني بين هذا الأمر وبين أسباب تعثر مفاوضات تبادل الأسرى حتى الآن في كل مرة يتم الاقتراب من التوصل لاتفاق، موضحا لموقع "سكاي نيوز عربية":
- إسرائيل تتريث ربما تحرر بعض الرهائن، فتقدم هذا على أنه نصر للداخل ولأهالي الرهائن، وتطلب منهم السماح بمزيد من الوقت لتنجز عمليتها العسكرية في غزة.
- لكن هذه المماطلة تصطدم بموقف الرهائن مزودجي الجنسية، حيث تضغط الإدارة الأميركية بشدة من أجل إتمام عملية تبادل الأسرى؛ لاستغلال هذا كنصر لها في الدعاية خلال الانتخابات القادمة.
- أما الحرب في غزة، فستتواصل لسببين، الأول هو الإجماع الإسرائيلي على الانتقام من القطاع بسبب هجوم 7 أكتوبر، والثاني هو الدعم الغربي لإسرائيل وتوفير الغطاء السياسي.