لأول مرة منذ بَدء دخول المساعدات الإغاثية لقطاع غزة عبر معبر رفح، يتعذّر تسلّم الهلال الأحمر الفلسطيني دفعة جديدة، وهو ما يعود لانخفاض الوقود، حسبما يرجّح مسؤول في الهلال الأحمر المصري.
في تصريحه لموقع "سكاي نيوز عربية"، يوضّح الدكتور خالد زايد، مسؤول الهلال الأحمر المصري في محافظة شمال سيناء التي يوجد بها معبر رفح، أن الدفعة التي تم إرسالها يوم الإثنين، تضم 84 شاحنة مواد طبية وغذائية، وما زالت متوقّفة على الطريق في الجانب الآخر بعد دخولها، مرجّحًا أن يعود هذا لعدم وجود وقود كافٍ في غزة لتحرك الشاحنات اللازمة لنقلها داخل القطاع.
ورغم ذلك، تم إرسال 147 شاحنة أخرى، الثلاثاء، إلى معبر العوجة بين مصر وإسرائيل؛ حيث تسير الإجراءات منذ بدء المساعدات، بأن تمر على هذا المعبر أولًا ليجري الإسرائيليون عليها عملية تفتيش، ثم تعود لتذهب إلى معبر رفح، ومنه يستلمها الجانب الفلسطيني.
وينتقد زايد ما يعتبرها صعوبات يضعها الجانب الإسرائيلي أمام دخول المساعدات، ومنها إعادة بعضها إلى الجانب المصري بعد التفتيش "بحجة أنها غير مطابقةٍ للمواصفات".
وتتنوّع مصادر المساعدات بين ما يقدّمه الهلال الأحمر المصري، والتحالف الوطني للعمل الأهلي والتنموي (مكوَّن من جهات حكومية وغير حكومية مصرية تعمل في التنمية)، ومساعدات دولية تأتي من الخارج إلى مطار العريش الدولي، وفق المتحدّث المصري.
يأتي ذلك ترامنًا مع تصريحات أحمد جبريل، المتحدّث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، لفضائية مصرية، أكد فيها انهيار الوضع داخل مستشفيات غزة نتيجة نقص الوقود، وخرجت مستشفيات عن الخدمة، آخرها مستشفى القدس، بينما يعمل مستشفيان فقط في شمال غزة بالحد الأدنى، ومستشفى واحد في وسط القطاع، وتوفّي مرضى في مستشفى الشفاء لعدم توفّر الأكسجين إثر توقف المولّدات عن العمل بعد نفاد الوقود.
300 مصاب ومرافق
بشأن عدد المصابين الذين تمكّنوا من عبور معبر رفح من غزة إلى مصر لتلقي العلاج، قال المسؤول في الهلال الأحمر المصري، خالد زايد، إنه منذ بدء استقبالهم حتى الآن دخل 300 شخص، ما بين مصاب ومرافق له.
وسبق أن أعلنت هيئة المعابر والحدود الفلسطينية، الأحد، استئناف إرسال المصابين الفلسطينيين، وكذلك إجلاء مزدوجي الجنسية والمصريين من غزة، عقب تعليق الحركة يومين متتاليين تحت ضغط القصف الإسرائيلي الذي يستهدف كل هدف متحرّك.
رد مصري غاضب
نفت مصر أي علاقة لها بإعاقة دخول المساعدات لقطاع غزة، مؤكّدة، الإثنين، أن معبر رفح مفتوح ولم يتم إغلاقه من جانبها منذ بداية الأزمة في قطاع غزة.
وفي بيان، قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية، أحمد أبوزيد، إن "مَن يعيق دخول المساعدات إلى قطاع غزة هو الجانب الإسرائيلي، من خلال الإجراءات والشروط المعيقة والمبررات الواهية".
وأعرب أبوزيد عن "الاستنكار الشديد لكل الادعاءات التي يتم الترويج لها بخلاف ذلك"، مشددًا على "رفض مصر وعدم قبولها للمزايدة على مواقفها الداعمة للحقوق الفلسطينية، والمتضامنة بكل السبل مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
ودعا المتحدّث باسم الخارجية "مَن يروّج أو يدّعي غلق المعبر، إلى الرجوع إلى البيانات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة ومسؤولي الإغاثة الدولية الذين زاروا المعبر".
ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر، يعمل معبر رفح بشكل متقطع، وتدخل منه مساعدات محدودة، لكنها تخضع للتفتيش في معبر إيريز الإسرائيلي قبل دخولها إلى قطاع غزة.
كما خرج منه عددٌ من الجرحى الذين أصيبوا في القصف الإسرائيلي على القطاع، ومئات الأجانب ومزدوجي الجنسية.