فارق طفل رضيع الحياة في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، والذي تحاصره القوات الإسرائيلية، بسبب انقطاع الأكسجين في المستشفى، بينما يهدد خطر الموت 38 رضيعا آخر، في مأساة جديدة من الحرب في يومها السادس والثلاثين.
ويواجه الأطفال الرضع، حديثو الولادة، في مستشفى الشفاء خطر الموت بسبب انقطاع الكهرباء ونقص الأكسجين والدواء.
وصرّح المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، الدكتور أشرف القدرة، لموقع "سكاي نيوز عربية"، من مستشفى الشفاء الذي يتعرض محيطه لقصف إسرائيلي "أن الرضيع توفي في قسم العناية المركزة بسبب توقف محطة الأكسجين عن العمل، عقب توقف مولد الكهرباء، وتوقف أجهزة دعم الحياة عن الأطفال".
وحذر من "أن 38 طفلا رضيعا (حديثي الولادة) سوف يلحقون بهذا الطفل، خلال بضع ساعات ما لم تعد محطة الأكسجين للعمل بالعناية المركزية في المستشفى".
ويشير القدرة إلى أن "الأطباء يقومون حاليا بعمليات إسعاف بدائية ويدوية لإنقاذ حياة 38 طفلا، لكن هذه المحاولات لن تفلح بسبب انقطاع الأكسجين".
وقال: "الأطباء يحاولون حاليا إنقاذ ما يمكن إنقاذه عبر تدخلات طبية، لكن هذه المحاولات ستبقي الأطفال في العناية أحياء لبضع ساعات فقط، ما لم يتم عودة أجهزة الأكسجين للعمل".
وفاة 5 بغرف العمليات
وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة أن "مجمع الشفاء خرج تماما من الخدمة، في ظل انقطاع التيار الكهربائي، والقصف المكثف لمحيط المستشفى".
كما كشف عن وفاة 5 من الجرحى في غرف العمليات بمستشفى الشفاء، السبت، بعد توقف المولد الأخير للكهرباء عن العمل بالمستشفى، وكان من المفترض إجراء عمليات جراحية عاجلة لانقاذ حياتهم.
وإزاء هذا الوضع الصحي الذي وصفه بـ"المأساوي"، دعا إلى ضرورة العمل على إدخال الوقود لمجمع الشفاء وعدد من مستشفيات غزة، ووقف الاستهداف الإسرائيلي لمحيط هذه المستشفيات والذي لم يتوقف منذ أمس، من أجل إنقاذ حياة المرضى.
خطر كبير
وبدوره، قال الناطق باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، أحمد جبريل، في حديث خاص لموقع"سكاي نيوز عربية"، إن مجمع الشفاء الطبي، يتعرض إلى حصار واستهداف إسرائيلي مباشر، أسفر عن توقف المولدات والتي تقوم بإمداد المستشفى بالكهرباء، ومنها غرف العمليات والحاضنات وغرف غسيل الكلى والسرطان.
وكانت وزارة الصحة في غزة أعلنت في وقت سابق عن حصيلة قتلى الكادر الطبي والخسائر المادية في المؤسسات الصحية في القطاع منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
وذكرت الوزارة في بيان لها اليوم السبت، أن 198 شخصا من الكادر الصحي قتلوا، مضيفة أنه تم تدمير 53 سيارة إسعاف، واستهداف 135 مؤسسة صحية وإخراج 21 مستشفى و47 مركزا صحيا للرعاية الأولية عن الخدمة.
من جهتها، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تسجيل أكثر من 250 هجوما على المستشفيات والعيادات والمرضى وسيارات الإسعاف في غزة منذ السابع من أكتوبر، بالإضافة إلى 25 هجوما على مرافق الرعاية الصحية في إسرائيل.
"دعوة إلى جميع أصحاب الضمير"
ودعت منظمة أطباء من أجل حقوق الانسان الإسرائيلية غير الحكومية "جميع أصحاب الضمير في جميع أنحاء العالم والمجتمع الدولي والطبي" لفعل شيء لإنقاذ الأطفال الرضع في مستشفى الشفاء.
وقالت الجمعية في بيان: "خلال الساعات القليلة الماضية، تلقينا تقارير مروعة من مستشفى الشفاء، لا كهرباء ولا ماء ولا أكسجين"، وفق "فرانس برس".
وأضافت: "لقد أدى القصف العسكري إلى إلحاق أضرار بوحدة العناية المركزة وكذلك بالمولد الوحيد الذي ظل يعمل حتى الآن. ونتيجة لانعدام الكهرباء، توقفت وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة عن العمل".