يقترب توغل الجيش الإسرائيلي البري في قطاع غزة من أسبوعه الثاني، من دون تحقيق هدفه المعلن بالقضاء على حماس، بينما تواجه إسرائيل هجمات مضادة من الحركة كبدتها خسائر كبيرة.
خطط إسرائيل لغزو غزة بريا تعيد إلى الأذهان تجارب سابقة شبيهة للجيش الإسرائيلي، واحدة في السويس شرقي مصر عام 1973، والأخرى في العاصمة اللبنانية بيروت عام 1982، فكيف انتهت التجربتان؟
يعرض مؤرخ مصري وسياسي إسرائيلي لموقع "سكاي نيوز عربية"، تصوراتهما لنهاية عملية إسرائيل في غزة، من وحي تجاربها في معاركها البرية في مصر ولبنان.
بدأ توغل إسرائيل البري في غزة 27 أكتوبر، وخسرت خلاله أكثر من 30 جنديا، وبينما قتلت عددا من مقاتلي حماس فإن الحركة أعلنت تدمير أكثر من 130 آلية عسكرية إسرائيلية كليا أو جزئيا.
تجارب إسرائيل البرية
الكاتب محمد أبو ليلة مؤلف كتاب "كل رجال السويس" الذي تناول المقاومة الشعبية في المدينة، يتخذ من معركة السويس ومعارك أخرى أمثلة ليقيم بها قدرات إسرائيل في القتال البري.
ويقول أبو ليلة لموقع "سكاي نيوز عربية":
- إسرائيل تخشى أي حرب برية منذ 1948، حيث واجهت قتالا شريفا من القوات المصرية في الفالوجا (بفلسطين خلال تلك الحرب) وقررت محاصرتها.
- في محاولة اجتياحها السويس بريا في 24 أكتوبر 1973، حاولت إسرائيل صنع نصر دعائي لتحسين شروط التفاوض مع مصر، فاخترقت قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار لتحتل المدينة لكنها واجهت مقاومة شعبية شرسة، إضافة إلى 160 مقاتلا من الفرقة 19 مشاة التابعة للجيش المصري الثالث.
- المقاومة الشعبية في السويس صدت الهجوم، وقتل المصريون 80 إسرائيليا حاولوا دخول المدينة وسيطروا على 200 بندقية آلية و8 مدافع هاون و20 "آر بي جي"، وعندما فشلت القوات الإسرائيلية في اقتحام المدينة قررت حصارها.
- على مدار أكثر من 100 يوم حصار، كانت المقاومة المصرية تنفذ هجمات على القوات الإسرائيلية، تقتل منهم وتعود بغنائم من الأسلحة، حتى انتهى الحصار ورحل الإسرائيليون من دون احتلال للمدينة.
تسوية بيروت
وبعد معركة السويس بـ9 سنوات، حاولت إسرائيل القيام بمغامرة غزو بري آخر، وهذه المرة في لبنان عام 1982، فماذا حدث؟
- في جنوب لبنان، كان مقاتلو منظمة التحرير الفلسطينية يتمركزون ويشنون من وقت لآخر هجمات على إسرائيل عبر الحدود، مع إطلاق صواريخ على بلدات وقرى شمال إسرائيل.
- في 6 يونيو 1982 عبرت قوات إسرائيلية الحدود بدعوى دفع منظمة التحرير الفلسطينية إلى الوراء لعشرات الكيلومترات، حتى تفقد صواريخ المنظمة قدرتها على تهديد أمن إسرائيل.
- توغل الجيش الإسرائيلي شمالا على طول الطريق إلى بيروت وهو يهاجم المدينة من البحر والجو والبر، ويقطع عن سكانها إمدادات الطعام والماء والطاقة.
- لإنهاء الحصار، تدخلت أطراف إقليمية ودولية، وتم التوصل لاتفاق في أغسطس يقضي بإنهاء الحصار مقابل رحيل منظمة التحرير الفلسطينية عن لبنان، وقدوم قوات فرنسية وأميركية وإيطالية للإشراف على تنفيذ الاتفاق.