في مواجهة الوضع الإنساني الحرج الذي يعانيه قطاع غزة منذ ما يزيد عن شهر، تستضيف فرنسا، بمبادرة من الرئيس إيمانويل ماكرون، الخميس، مؤتمرا إنسانيا دوليا من أجل سكان غزة، وسط آمال عريضة بالخروج بنتائج تخفف من حدة الأوضاع التي تهدد نحو 2.5 مليون مواطن.
وقالت الرئاسة الفرنسية، إن المؤتمر سيحشد جهود الجهات الفاعلة الأساسية التي تضطلع بتلبية الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة، والعازمة على العمل الاضطلاع على نحو فعلي من أجل السكان المدنيين الفلسطينيين، إذ تشمل هذه الجهات الدول والجهات المانحة والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية الناشطة في القطاع.
لكن وسط تلك التوقعات والآمال، لن تشارك إسرائيل في المؤتمر رسمياً، في الوقت الذي نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤول في مكتب ماكرون قوله إن "إسرائيل، شأنها شأن حكومات أخرى، لديها مصلحة في تحسن الوضع الإنساني في غزة".
في المقابل، من المنتظر أن يحضر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية هذا المؤتمر؛ لحشد الرأي العام الدولي إزاء الوضع الإنساني في غزة.
أما الولايات المتحدة فتُمثلها مساعدة وزيرة الأمن المدني أيزرا زيا، كما يحضر الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، ورؤساء حكومات اليونان وآيرلندا ولوكسمبورغ، إضافة إلى رئيس المجلس الأوروبي ورئيسة المفوضية الأوروبية.
3 أهداف رئيسية
وحددت باريس 3 أهداف رئيسية لمؤتمرها الإنساني بشأن غزة، تشمل:
- العمل من أجل احترام القانون الدولي وحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني وتعزيز الحصول على المساعدات الإنسانية.
- تلبية الاحتياجات الإنسانية الدولية في قطاعات الصحة والمياه والطاقة والغذاء.
- الدعوة إلى التعبأة من أجل دعم الوكالات والمنظمات الدولية الفاعلة ميدانيا في غزة.
ومع ذلك، تستطيع الوفود المشاركة التطرق إلى المبادرات التي نُفذت بالفعل أو التي ستُنفذ دعمًا للسكان في غزة على غرار توفير المستشفيات الميدانية أو مد جسور إنسانية جوية أو بحرية، بناءً على الاحتياجات التي حددتها الأمم المتحدة، ولا سيما وكالة الأونروا.
وسيكون أمام الوفود الفرصة لمناقشة جهودها المالية الحالية والإعلان عن التزامات جديدة، بما في ذلك دعوة التمويل التي أطلقتها الأمم المتحدة.
محاولة للإنقاذ
من باريس، ترى المحللة السياسية جيهان جادو، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن مؤتمر باريس الإنساني بشأن غزة رغم أنه جاء متأخراً في ظل تصاعد الحرب والمعاناة الكبيرة التي يعيشها سكان القطاع، إلا أنه يعد محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ووقف هذه الكارثة الإنسانية الكبيرة.
وأضافت جادو: "لعل الرئيس ماكرون يستطيع أن يحقق ما تصبوا إليه الجهود الدولية منذ أسابيع في تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، للتخفيف من حدة الصراع".
ومع ذلك تعتقد أن المؤتمر سيكون معنيا في المقام الأول بالجانب الإنساني ولن يتطرق إلى أمر وقف إطلاق النار كما يتصور البعض.
وأكملت قائلة: "هذا المؤتمر محاولة من ضمن المحاولات الحثيثة لمساعدة المدنيين؛ لأن كل يوم يكون هناك تأخير يسقط ضحايا أكثر، وبالطبع فالوضع أصبح كارثيا بكل تحمله الكلمة من معنى".
وترى جادو أن تحرير الأسرى الإسرائيلية وفك الحصار المفروض على قطاع غزة سيكون من بين أهداف هذا المؤتمر الفرنسي، والذي إن تحقق سيكون مكسباً سياسياً كبيراً لماكرون.