يعاني المزارعون وأصحاب محاصيل الزيتون من سكان القرى الحدودية في لبنان هذا الموسم العديد من المصاعب على الصعيد الأمني وكذلك على الصعيد الإقتصادي. ويخشى معظم مزارعي المنطقة من عدم تمكنهم من جني محاصيلهم الزراعية قبل حلول فصل الشتاء ما سيتسبب بخسارتهم للموسم الذي يشكل مورد الرزق شبه الوحيد لديهم.
يقول حنا صاحب حقل زيتون في بلدة رميش الحدودية لموقع سكاي نيوز عربية "إطالة أمد الحرب زادت من الصعوبات، نخشى على أرزاقنا كما نخشى على عائلاتنا، إقترب موسم الشتاء وثمار الزيتون على الأشجار، نذهب الى الحقل خلسة ودون اصطحاب عائلاتنا للمساعدة في قطاف الزيتون خوفاً من القذائف والصواريخ".
ويقول عساف صاحب معصرة للزيتون لـ"سكاي نيوز عربية" الخسائر كبيرة، وصلت إلى نسبة 70 بالمئة عن السنوات السابقة".
ويقول مختار بلدة الماري قرب سهل مرجعيون الحدودي لموقع سكاي نيوز عربية "قرابة 60 بالمئة من المزارعين لم يتمكنوا من جني محاصيلهم على طول الشريط الحدودي".
حريق
ووفق ما أكده وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن لموقع سكاي نيوز عربية، فإن "أكثر من 45 الف شجرة زيتون قد تضررت بسبب القذائف الفوسفورية وأن الرقم في تزايد يومي".
وقالت المزارعة نديمة زهرة لموقع سكاي نيوز عربية "لم نغادر منزلنا في قرية الهبارية عند الشريط الحدودي، لأننا مسؤولون عن قطاف موسم الزيتون فهذا رزقنا ونعتاش منه".
وأضافت" قبل يومين نجونا من غارة إسرائيلية أنا وزوجي في الحقل المجاور لحقلنا، كانت لحظات مرعبة للغاية، تركنا كل ما جمعناه وغادرنا خشية من غارة ثانية".
وأوضحت "نجد صعوبة كبيرة في الوصول إلى الحقل ونقوم بجني محصول الزيتون وكأننا نسرق، نلتفت يميناً ويساراً ونبتعد عن السيارة عند سماع صوت طائرات التجسس".
واشتكت زهرة من عدم وجود يد عاملة لقطف الزيتون، لأن البلدات الحدودية خلت من سكانها بمعظمهم وحتى من اللاجئين السوريين الذين كانوا يساعدوا في القطاف.
وقال المزارع عثمان حجول من بلدة الهبارية الحدودية في حديث لموقع سكاي نيوز عربية "اليد العاملة نادرة الوجود في المنطقة والأجرة مرتفعة، فقد وصلت إلى 20 دولاراً مقابل 4 ساعات عمل، ونخشى أن نعرض سلامة العمال للخطر في البساتين، فقد تعرضنا للقصف منذ أيام في تلال كفرشوبا ونخشى أن نتسبب في ايذاء الآخرين".
وتابع حجول "كنا في السابق نجمع غلة زيت الزيتون في المنزل ونبيعه إلى خارج المنطقة، وحاليا لم نتمكن حتى من قطف الزيتون قبل عملية عصرها لإنتاج الزيت البلدي، ونحاول يومياً الوصول وأحيانا نعود من منتصف الطريق".
وختم "تبلغ الخسارة في الصفيحة الواحدة من الزيت حوالي 50 دولار أميركي".
ويقول المزارع علي زهرة من سكان بلدة شبعا الحدودية لموقعنا "تعرضنا للقصف أثناء محاولة توجهنا إلى أرضناً وبستان الزيتون، اختبأنا بين الصخور عند بلدتي الهبارية وكفرشوبا صعوداً نحو شبعا ساعة من الزمن، حتى تمكنا من الوصول إلى منازلنا، كانت لحظات مرعبة للغاية".
وأضاف زهرة "نملك بستاناً من شجر الزيتون عند أطراف مزرعة بسطرة المحررة من إسرائيل وهي تابعة لمزارع شبعا بالقرب من تلال كفرشوبا، الا أننا خسرناها هذا العام ولا نعرف إذا كانت إحترقت أم لا".
وتابع"خسائرنا كبيرة في هذا الموسم وقد تبلغ قرابة 50 صفيحة زيت، وهذه خسارة مادية كبيرة بالنسبة للموسم".
هذا الواقع أثّر سلباً على موسم إنتاج الزيتون والزيت جنوب البلاد، سيما وأن عددا كبيرا من المزارعين لم يتمكنوا من الوصول إلى حقولهم لجني المحصول بسبب تلك الاعتداءات ومخاطرها على أرواحهم، بحسب الوزير اللبناني.
وتعتبر زراعة الزيتون أساسية في لبنان، اذ يزرع قرابة 13.5 مليون شجرة، تشكل حوالي 5.4 بالمئة من مساحة البلاد البالغة 10452 كلم مربعا، وتنتج هذه الأشجار سنويا بين 100 و200 ألف طن من الزيتون.
ونحو 30 بالمئة من هذه المحاصيل تستخدم زيتوناً على مائدة الطعام، أما الـ 70 بالمئة المتبقية فيتم استخراج الزيت منها، حيث تراوح الكمية سنوياً ما بين 15 ألف و25 ألف طن، يصدر منها نحو 5 آلاف طن، وفق بيانات رسمية.