تساءل كثيرون في لبنان والعالم حول معاني التسجيل الدعائي القصير الذي يظهر فيه الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وهو ينتقل من اليمين إلى اليسار تحت شعار الحزب، وحول محتوى الكلمة التي سيلقيها لاحقا الجمعة.
قرار ولاية الفقيه
وأشار النائب السابق في مجلس النواب اللبناني، مصطفى علوش، في حديث مع موقع سكاي نيوز عربية، إلى أن اللبنانيين ينتظرون كلمة حسن نصر الله، ولكن "الأمور محكومة بأمر واحد وهو قرار ولاية الفقيه والمصلحة العليا لقيادته الأساسية التي استخدمت فلسطين والقدس كأداة على مدى سنوات".
وأضاف علوش: "لا يهم ماذا سيقول نصر الله، المؤكد هو أن ما سيقوله قرار إيراني مؤكد".
وتابع: "لو كان لدينا اليوم في لبنان قيادة سياسية حقيقية، لم نر اليوم نصر الله ينطق باسم لبنان أو يتحكم بمصيره، وكذلك غيره من التابعين لولاية الفقيه".
ورأى علوش أن "الأمور لن تصل إلى درجة المواجهة وستبقى بحدود المقبول بالنسبة لكل من إسرائيل وإيران ولنصر الله".
الوضع مختلف عن 2006
وأشار علوش إلى أن "الوضع في لبنان اليوم يختلف عنه في عام 2006 فالخطوط الاستراتيجية لحزب الله غير مضمونة كما في 2006، وقدرته على خوض حرب مفتوحة غير مأمونة، والمشكلة الأساسية أن الولايات المتحدة مع دول أخرى، أصبحت داخل المعركة بشكل شبه مباشر من خلال الأساطيل الموجودة في البحر المتوسط".
وأردف علوش: "الحسابات الموجودة لدى نصر الله في حال سقطت غزة، ستتمثل بالمحافظة على جيشه الموجود في لبنان (حزب الله)".
وقال" ربما يتوجهون لاحقا نحو مساومة وتسوية ومع الولايات المتحدة ليس فقط على موضوع السيطرة على لبنان إنما على المشروع النووي الإيراني وعلى رفع العقوبات".
واستبعد علوش المشاركة بالحرب وقال: "ولكن إن حصلت ستترك دمارا كبيرا".
وتخوف علوش من أن إبرام أي اتفاق بين إيران والولايات المتحدة بطريقة غير مباشرة، حينها سيصبح مصير لبنان غير واضح وقد يكون جزءا كبيرا منه تحت سلطة إيران.
القوات اللبنانية: لا لحبس الأنفاس
وقال رئيس جهاز الإعلام والتواصل في "القوات اللبنانية"، شارل جبور، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه من الخطأ أن يحبس الشعب اللبناني أنفاسه بانتظار ما سيحصل.
وأضاف: "من الخطأ اعتبار أن حسن نصر الله هو من يحدد مصير الشعب اللبناني، وإذا أقحم لبنان في أتون الحرب فإنه يرتكب جريمة بحق لبنان واللبنانيين، والمطلوب منه بدلا من إلقاء خطاب تعبوي يعوض فيه عن وضعيته الداخلية والحزبية وكل الشعارات التي رفعها منذ 10 سنوات حول وحدة الساحات وتوازن الرعب، يريد بها أن يعوض كلاميا ما لم يفعله عمليا، أن يتراجع اليوم عن الحدود الجنوبية مع إسرائيل وأن يسلمها للجيش اللبناني بمؤازرة دولية، من أجل أن يمنع الحرب وليس أن يذهب الى خطابات تعبوية".
قرار الحرب إيراني
وأضاف جبور: "قرار الحرب إيراني، وإيران تطلب من حزب الله وهو ينفذ، ومن الواضح أنها لا تريد أن توسع الحرب، وكلمة اليوم التي سيقولها لن تقدم ولن تؤخر، ولكنه بحاجة إلى شد عصب جماعته الحزبية، لأنه كان غائبا عن الأحداث التي حصلت منذ 7 اكتوبر حتى اليوم".
وختم: "نعتبر أن الإنقاذ الوحيد للبنان إسقاط الحجج على جانبي الحدود، ويجب أن تنتقل الحدود من حدود إيرانية إلى لبنانية، وتصبح من مسؤولية الجيش اللبناني، مما سيسقط حجة إسرائيل في استهداف حزب الله ولبنان ويمنع الانزلاق من المواجهة إلى إعلان الحرب على لبنان، وهذا هو الحل الوحيد الممكن".