أمام عرض حركة حماس صفقة الإفراج عن كل الرهائن لديها من الجانب الإسرائيلي مقابل الإفراج عن كل الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل، وإعلان تل أبيب في المقابل أنها ستحرر كل الرهائن بعملياتها العسكرية، يظل ملف الرهائن هو الأكثر سخونة في لعبة عض الأصابع بين الجانبين.
ويسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتحقيق نصر أمام شعبه بإعادة الرهائن بجانب تدمير حركة حماس في الهجمات على قطاع غزة، فيما تسعى الحركة من جانبها لتحقيق نصر بإنجاز يخص الأسرى الفلسطينيين؛ تعويضا عن قيام إسرائيل بقتل وإصابة آلاف الأشخاص وتدمير البنية التحتية في القطاع.
وسط هذا، يزداد غضب أهالي الرهائن في إسرائيل؛ قلقا على حياة أبنائهم مع زيادة العمليات العسكرية في غزة، فحتى الآن، قُتل 50 أسيرا، من بين نحو 200-250 أسيرا، وفق ما أعلنته حركة حماس، خلال قصف إسرائيلي سابق على مناطق في غزة متواجدين بها.
صفقة حماس
أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، أنها مستعدة لإطلاق سراح كل الرهائن مقابل إطلاق سراح كل الأسرى الفلسطينيين.
ووفق أبو عبيدة، المتحدث باسم الكتائب، كانت حماس على وشك التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل بشأن الرهائن الذين تحتجزهم، لكن إسرائيل "ماطلت".
إلا انه في نفس الوقت أكد أن الحركة يمكنها أيضا إجراء محادثات حول اتفاق جزئي بشأن الأسرى، و"إذا أراد العدو إنهاء ملف الأسرى مرة واحدة فنحن مستعدون، وإذا أراد مسارا لتجزئة الملف فمستعدون أيضا".
رد أهالي الرهائن
ردا على مطالب حماس، أعلن أهالي الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين موافقتهم على صفقة تبادل الكل مقابل الكل.
وفي مؤتمر صحفي عقدوه مساء السبت، أضاف أهالي الاسرى: "نطالب بإنجاز الصفقة فورا، ونخشى على حياة الأسرى من العملية العسكرية والقصف على غزة".
تراجع غير مفهوم
القيادي بحركة فتح الفلسطينية وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، الدكتور أيمن الرقيب، يقول لموقع "سكاي نيوز عربية" عن مجريات التفاوض حول الأسرى، إنه كان هناك محادثات متقدمة بين الطرفين تقضي بإطلاق سراح 52 من المدنيين الإسرائيليين والأجانب، مقابل إطلاق سراح 193 من النساء الأسرى والأطفال الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية بوساطة مصرية.
ووفق الرقيب، فإن الصفقة كانت قاب قوسين أو أدنى من الإنجاز، لولا تراجع الحكومة الإسرائيلية في اللحظات الأخيرة بشكل غير مفهوم، ويرى الشارع الإسرائيلي أن مصر قادرة على الضغط الطرفين لإتمام صفقة التبادل.
ونظم أهالي الأسرى مظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب، الخميس، مطالبين بالإفراج عن ذويهم، ويحتجون على دخول مساعدات إنسانية إلى غزة عبر معبر رفح المصري.
وعن مصير الأسرى في ظل القصف الجاري، يرى السياسي الفلسطيني أنه "من الطبيعي أن يسقط قتلى من الأسرى؛ حيث يقيمون في منازل، فيما تحتجز حماس الأسرى العسكريين في مقرات تابعة لها".
إصرار إسرائيلي
بدوره يقول المحلل السياسي الإسرائيلي شلومو غانور، إن القصف لن يتوقف على القطاع إلا إذا وصلت معلومات دقيقة عن مكان تواجدهم.
ويرى غانور، في تعليقه لـ"سكاي نيوز عربية"، أن حماس تمارس ضغوطا لوقف الحرب، ولكن هناك تصميم إسرائيلي على المضي قدما، وعدم وضع اهتمام كبير بقضية الأسرى.
في نفس الوقت، لفت إلى أنه تم تكليف شعبة الاستخبارات بتحديد أماكن احتجاز الأسرى؛ لتجنب قصف أماكن يتواجدون بها؛ حفاظا على حياتهم.
ئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام الكنيست، إن حكومته تعمل على استعادة كل الأسرى، مهددا بالقضاء على حماس، وإن أكد أن هذا "سيتطلب صبرا ووقتا".
ورد رئيس مكتب حماس في الخارج، خالد مشعل، في محاولة لردع نتنياهو عن هذا التهديد بأن هناك أسرى من رتب عسكرية إسرائيلية عالية.
مفاوضات بطيئة
نقلت وكالة رويترز عن مصدر لم يذكر اسمه لحساسية الأمر أن المفاوضات التي تتوسط فيها قطر بين إسرائيل وحماس، بهدف تهدئة القتال استمرت، السبت، رغم تصعيد إسرائيل لهجماتها على غزة، إلا أنها تجري "بوتيرة أبطأ بكثير".
وتشن القوات الإسرائيلية منذ مساء الجمعة عمليات برية في غزة، فيما وصفه نتنياهو بالمرحلة الثانية من الحرب المستمرة منذ 3 أسابيع.
ومع أن العمليات البرية الأولية تبدو محدودة، تعهد نتنياهو في مؤتمر صحفي، مساء السبت، بعدم ادخار جهد لتحرير الرهائن.