تستعد ميادين مصر لاستقبال مظاهرات دعت لها أطياف شعبية وأحزاب سياسية تضامنا مع فلسطين ودعما للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في موقفه الرافض لتهجير سكان غزة إلى مصر.
وخصصت القوى السياسية في مصر عدة ميادين لاستقبال المتظاهرين فيما يبدو أن هناك استجابة كبيرة لهذه الدعوات من كافة أطياف الشعب.
ولعل أشهر الميادين التي ستستقبل المتظاهرين، هو ذلك الميدان الذي وضع فيه النصب التذكاري للجندي المجهول والذي يجاوره ضريح الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات قائد العبور في حرب 6 أكتوبر.
وتصدرت أخبار تلك المظاهرات مواقع التواصل الأجتماعي في مصر، وسط تأكيد الآلاف مشاركتهم في المظاهرة دعما للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وعلى مدار يومين ماضيين خرجت المظاهرات في الكثير من المدن، من شمال البلاد إلى جنوبها، وأشرف على تنظيمها نقابات وجمعيات وطلاب جامعات وغيرهم.
وكان الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، جدّد في مؤتمر صحفي في القاهرة مع المستشار الألماني أولاف شولتس، الأربعاء، تأكيده بأنه "لا يمكن السماح بالتهجير القسري للفلسطينيين"، مضيفا أنه إذا كان الوضع كذلك فإنه "يقترح نقل المدنيين من غزة إلى صحراء النقب الإسرائيلية لحين انتهاء العمليات العسكرية".
كما أكّد ثقته في أن ملايين من الشعب المصري تفوّضه في رفض تهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم على حساب الأراضي المصرية.
يأتي ذلك في الوقت الذي رد مصدر سيادي مصري على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الرافضة لفتح معبر رفح، قائلا إن "مصر لن تسمح بإجلاء الأجانب من قطاع غزة، والتصعيد سيقابل بتصعيد".
رسالة للداخل والخارج
ودعا مجلس أمناء الحوار الوطني (المكوّن من قوى سياسية ونقابية وأهلية وشبابية) لحشد شعبي الجمعة، أمام نصب الجندي المجهول شرق العاصمة المصرية القاهرة.
جاء في بيان المجلس أن "احتشاد كل أطياف الشعب المصري يومها في هذا المكان الذي يرمز لصمود مصر وشعبها وجيشها، وانتصارها العظيم في أكتوبر 1973، هو رسالة مهمة في الذكرى الـ50 لهذا النصر لكل مَن يهمه الأمر".
كما أن "هذا الاحتشاد سيكون رسالة واضحة للجميع بأن شعب مصر يقف صفا واحدا دفاعا عن أمن ومصالح وطنه، وداعما بلا حدود لكل قضايا أمته العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وأنه لن يسمح بتصفيتها بأي طريقة كانت".
مظاهرات ووقفات
• احتشد الآلاف في ميدان الحصري بمدينة 6 أكتوبر، محافظة الجيزة، وسط هتاف دعما للفلسطينيين وإعلان تفويضهم للرئيس المصري بحرية التصرف واتخاذ اللازم لحماية الأمن القومي.
• في محافظة قنا، رددت مظاهرة "إحنا معاك يا ريس"، في إشارة لرفض الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تهجير سكان غزة، و"فلسطين عربية".
• شهدت محافظة سوهاج وقفات احتجاجية في عدة شوارع، وخرجت مسيرات شعبية في محافظات الدقهلية والإسكندرية والشرقية وغيرها.
• المظاهرات تحركت كذلك في جامعات، منها جامعة القاهرة وجامعة الإسكندرية، حاملين لافتات للتعبير عن رفض تهجير الفلسطينيين واستخدام العنف ضدهم.
• احتشد مئات المحامين أمام مقر نقابة المحامين في القاهرة، حاملين لافتات تدين العدوان الإسرائيلي على غزة، كما نظّم وقفة مماثلة صحفيون أمام مقر نقابتهم المجاورة لنقابة المحامين، مطالبين بالتوصل لحلول سريعة توقف الحرب وتحفظ للفلسطينيين أرضهم.
• نظّمت حملة المرشح الرئاسي، عبدالفتاح السيسي، وقفة شارك فيها أعضاؤها تأييدا لموقف السيسي الخاص بعدم تهجير الفلسطينيين، وأوقفت كل أنشطتها.
• أعلن تحالف الأحزاب المصرية المكون من 42 حزبا سياسيا، تفويض الرئيس المصري باتخاذ ما يلزم تجاه هذا الملف.
تفويض الرئيس
من وسط مظاهرة في محافظة قنا، تحدّث النائب في البرلمان، محمد عطا الله، لموقع "سكاي نيوز عربية"، عن "حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه"، كما أكد "تفويض الرئيس عبد الفتاح السيسي في اتخاذ ما يلزم للحفاظ على أمن مصر القومي".
القس رويس عبدالملاك، كاهن كنيسة، دعا الفلسطينيين لـ"عدم التفريط في أرضهم نهائيا"، مؤكدا تضامن الكنيسة المصرية أيضا "مع إخواننا في فلسطين، ونصلي لربنا بأن يحل السلام في العالم أجمع".
من ناحيته، أعلن منتدى شباب العالم (الذي ينظم مؤتمرا عالميا للشباب سنويا منذ عدة أعوام في مصر) دعمه لحقوق الفلسطينيين، وكذلك لمواقف الدولة المصرية، وتفويض الرئيس السيسي في اتخاذ ما يلزم؛ وذلك لحفظ السلام والأمن العالميين، وفق ما نقلته صحف مصرية.
قرر الرئيس المصري إعلان حالة الحداد العام لمدة 3 أيام على أرواح ضحايا قصف المستشفى الأهلي المعمداني في غزة، وكل الفلسطينيين ضحايا الاعتداءات.