بدأ التدخل الروسي على خط أزمة غزة ومواجهات حماس وإسرائيل، يصبح أكثر فاعلية بدعوة الكرملين إلى وقف فوري لإطلاق النار، كما طالبت موسكو مجلس الأمن بإجراء تصويت عاجل على مشروع قرار حول تسوية الوضع في منطقة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
دعوة الكرملين لوقف إطلاق النار سبقها تحذيرات مستمرة من تفاقم الصراع إثر تدخلات واشنطن والغرب ودعم طرف على حساب آخر، كما عدت تلك الدعوة بداية فعلية لتدخل روسيا المباشر في تلك الأزمة، بحسب خبراء وعسكريين تحدثوا لموقع "سكاي نيوز عربية".
إحراج للغرب
يقول مدير مركز "جي سي إم" للدراسات ومقره موسكو، آصف ملحم، إن روسيا أوقعت الولايات المتحدة بمشروع قرارها في حرج دولي شديد، لأنها عنونت هذا المشروع بأنه هدنة إنسانية وهذه الدول لا يمكنها أن تمارس الضغط ضد أي هدنة إنسانية.
ويتابع ملحم، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن هناك زخم شديد من ناحية الدول الغربية لدعم إسرائيل وكأنها تريد دفع الصراع قدما في طريق مستويات أخرى بهدف زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط من جديد بعد موجات أزمات 2011 والتي عرفت بـ"الربيع العربي".
كسر الهيمنة
يقول أوليغ أرتيوفسك الباحث في الشأن الدولي بمؤسسة "فولسك" العسكرية، إن مشروع القرار الروسي ودعوة الكرملين لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، تشكل تلجيما إلى حد كبير للسطوة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، أيضا يلامس مع حالة التوتر في العلاقات التي تسود بين موسكو وتل أبيب لا سيما أن الأخيرة تدعم أوكرانيا في الحرب من بينها سلاح المسيرات.
ويُضيف أوليغ أرتيوفسك في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية":
- إن روسيا تدرك جيدا أن أميركا لن تترك لها مساحة سياسية أو عسكرية للعب أي دور في الأزمة بما فيها دور الوساطة السياسية، فضلًا عن أن الدور الروسي في الأزمة يأتي ضمن مواجهات تكسير العظام بين القوى الكبرى في العالم والصراع على الزعامة ومساعي روسيا لتشكيل عالم جديد متعدد الأقطاب.
- دخول روسيا على خط الأزمة الفلسطينية يسمح لها بحلحلة تلك القضية المستمرة لأكثر من 50 عاما.
- هناك خطوات اتخذها موسكو بالفعل على الصعيد الدولي وعدم إدانة حركة حماس في مجلس الأمن الدولي.
ويُشير أوليغ أرتيوفسك، إلى الخطوات التي وصفها بالاستفزازية من جانب واشنطن مثل إرسال حاملة طائرات لغزة لدعم إسرائيل دون البحث عن حل أو وقف لإطلاق النار، وهذا ما بنت عليه روسيا موقفها ووضع الغرب وواشنطن بالكامل في حرج دولي، متوقعا أن تلعب موسكو وبكين دور الوساطة الفعال بمشاركة عربية ودولية أخرى للوصول إلى حل لتلك الأزمة، كما حدث بين أرمينيا وأذربيجان، وانتهاء أزمة حدودية منذ عقود.
منظور آخر لحل الأزمة
يرى الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية سولونوف بلافريف، أن فرصة السماح لموسكو في الدخول كوسيط أو حلحلة تلك القضية التي تمثل أولوية لدول الشرق الأوسط بالكامل، ستظل مرهونة بعامل الحسم في أوكرانيا، والتأكيد على هزيمة الغرب في تلك المعركة ما ينتج عنه عالم متعدد الأقطاب فعليًا.
ويؤكد سولونوف بلافريف، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن موسكو في طريقها لحسم الملف الأوكراني، في ظل تراجع الدعم الفعلي الغربي لكييف وهذا واضح من خلال نتائج المعارك الأخيرة في الشرق والجنوب.
ويُضيف سولونوف بلافريف، أن فرص الحل تكمن في توافق الطرفان سياسيا على الأطراف الوسيطة وبالتالي، لن توافق إسرائيل على الدور الروسي في الحل بسهولة وقد يكون مرفوضا كليا، لأنه طعن في القدرة الأميركية على قيادة دفة الأمور حيال الأزمة.