أعدّ عدد من سكان قطاع غزة، مقابر جماعية لدفن العشرات من الضحايا الفلسطينيين جراء القصف المتواصل من الجيش الإسرائيلي على القطاع، في الوقت الذي بات من الصعوبة بمكان توفير مكان لأي جثث جديدة داخل المستشفيات.
وبحسب بيان وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفعت حصيلة القتلى جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع إلى 2670 شخصا.
ووفق شهادات من غزة لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن الخطى تسارعت لدفن الضحايا في مقابر جماعية، بعد أن طلبت إسرائيل من سكان القطاع الذين يعيشون في الشمال ويبلغ عددهم نحو 1.1 مليون شخص، الرحيل عن ديارهم إلى الجنوب، ما أثار مخاوف واسعة بشأن ترك الجثامين دون إتمام إجراءات الدفن الشرعية.
من جانبه، قال مدير عام مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، الدكتور محمد أبو سليمة، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن ثلاجة حفظ الموتى لم يعد بها مكان لاستقبال أي ضحايا جدد "نظرا للأعداد الكبيرة التي تصلنا يوميا جراء القصف المتواصل".
ويعد مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفى في القطاع المكتظ بالسكان، ويخدم ما يزيد على مليون شخص داخل غزة.
وأضاف أبو سليمة: "ثلاجات الموتى كاملة العدد، ولا يوجد مكان لوضع الشهداء الجدد، وبالتالي يقوم أهالي الشهداء بدفنهم على الفور حفاظا على الجثامين".
ومع تزايد أعداد القتلى داخل القطاع الذي يعاني من "كارثة إنسانية" حسب تعبير منظمة الصحة العالمية، اضطر كثيرون إلى استخدام بعض السيارات التي تستخدم لحفظ الأطعمة والمأكولات، لوضع الجثامين داخلها لحين دفنها.
ونقلت وكالة رويترز عن الطبيب ياسر علي الذي يعمل بمستشفى الأقصى في دير البلح قوله إن "المشرحة تستوعب 10 جثث فقط، لذلك قمنا بإحضار سيارة مجمدات الآيس كريم من أجل تخزين الأعداد الكبيرة من الشهداء".
وأشار إلى أن "قطاع غزة في أزمة وإذا استمرت الحرب بهذه الطريقة فلن نتمكن من دفن الموتى، فالمقابر ممتلئة بالفعل ونحن بحاجة إلى مقابر جديدة للدفن".
مقبرة لمجهولي الهوية
وكشف رئيس المكتب الإعلامي لحماس سلامة معروف، عن دفن عشرات الأشخاص مجهولي الهوية في مقبرة جماعية، بعد أن قتلوا في هجمات إسرائيلية على القطاع.
وقال معروف خلال مؤتمر صحفي، إن هذه الخطوة تأتي في ظل تكدس "عشرات من الشهداء" ممن لم يتسن التعرف عليهم خلال الأيام الماضية من هجمات إسرائيل، مضيفا أن هؤلاء "ضجت بهم ثلاجة الشهداء في مستشفى الشفاء، بينما يتوافد العشرات الآخرين من الشهداء أطفال رضع، ونساء ورجال وشيوخ".
وأضاف "قمنا بإعداد مقبرة جماعية في مقبرة الطوارئ لكي يتم دفن هؤلاء ممن لم يتم التعرف عليهم، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية والشرعية من وزارتي الصحة والأوقاف والطب الشرعي".
وأشار رئيس المكتب الإعلامي لحماس إلى تصوير الضحايا وتوثيق للعلامات المميزة لهم، ليتسنى للعائلات التي يمكن أن يكون لها مفقودين أن تتفقدهم لاحقا.