وصف المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أحمد المنظري، الوضع الراهن في غزة بأنه "صعب للغاية"، في حين يُنذر التصعيد المتلاحق بـ"كارثة إنسانية مُحققة".
يأتي ذلك بينما تعتزم قوات الجيش الإسرائيلي بدء الاجتياح البري لقطاع غزّة المُحاصر منذ أيام، بعد دعوة سكانه إلى إخلاء منازلهم والتوجه نحو الجنوب، في حين دعت الأمم المتحدة، إسرائيل بقوة إلى إلغاء أوامرها، لتجنب ما يمكن أن يحول ما هو بالفعل مأساة إلى وضع كارثي.
في شوارع مدينة غزة، خرج مئات الفلسطينيين حاملين أغراضهم، في سيارات أو سيرا على الأقدام، يحاولون الفرار في اتجاه جنوب القطاع، بينما قال معظمهم إنهم لا يعرفون إلى أين يلجأون.
وتحدث المنظري في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، عن تداعيات الوضع الراهن بالقول إن:
الجرحى والقتلى بالآلاف، وأعداد من شردوا من بيوتهم لا حصر لها، في الوقت الذي توشك المواد الأساسية من غذاء ومياه ووقود وأدوية على النفاد.
قبل ساعات، هبطت طائرة تحمل 78 مترًا مكعبًا من الإمدادات الصحية في مطار العريش المصري، ونأمل أن يجري على الفور تسليم تلك الإمدادات إلى قطاع غزة؛ لتلبية الاحتياجات الصحية الحرجة، بمجرد إنشاء ممر إنساني لإيصال المساعدات عبر معبر رفح.
حتى الآن، يُمكن الوصول إلى الجانب المصري من المعبر، إلا أن الجانب الإسرائيلي لا يزال مُغلقًا.
كل ساعة تبقى فيها هذه الإمدادات على الجانب المصري من الحدود، دون فتح المعبر من الجانب الإسرائيلي يموت المزيد من الأشخاص وخاصة الفئات الأكثر تعرضًا للمخاطر والأشد تأثرًا بها، في حين أن الإمدادات التي قد تنقذهم متوفرة على بُعد أقل من 20 كيلو مترًا.
نتحدث عن إمدادات واحتياجات عاجلة لإنقاذ الجرحى والمرضى والمصابين بصدمات نفسية، بالإضافة إلى الإمدادات الصحية الأساسية لتلبية احتياجات 300 ألف شخص بمن فيهم الحوامل.
التقاعس عن تيسير وصول هذه الإمدادات لمن يحتاجونها وتركهم للمعاناة أو الموت، هو هزيمة أخلاقية للمجتمع الإنساني بأكمله ولا يجوز أن نسمح لها بالحدوث.
نكرر مناشدتنا للجميع بوقف الأعمال العدائية وحماية المدنيين والامتناع عن استهداف المنشآت الصحية والعاملين الصحيين ومقدمي الرعاية الإنسانية.
موقف معبر رفح
وفي وقت سابق، أفاد مراسل "سكاي نيوز عربية" في القاهرة، بأن السلطات المصرية رفضت السماح بدخول الذين يحملون الجنسية الأميركية إلى معبر رفح، إلا في إطار اتفاق أشمل، يخفف من وطأة المعاناة الإنسانية في قطاع غزة مع دخول الحرب يومها الثامن.
وربطت مصر بين السماح بمرور الذين يحملون الجنسية الأميركية إلى أراضيها واتفاق يشمل إدخال المساعدات إلى غزة.
وعقب ذلك، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، العمل مع إسرائيل ومصر والأردن لاستئناف إرسال المساعدات وتخفيف الآثار الإنسانية لهجوم حماس.