تعرضت محافظة مطروح، إحدى المحافظات الحدودية لمصر الواقعة بالقرب من ليبيا، لأمطار غزيرة، أسفرت عن تجمع كميات كبيرة من المياه في المناطق المنخفضة، وتدفق كميات كبيرة على الوديان، وتحولت الأمطار إلى سيول اجتاحت عدد من الطرق.
وتقول الدكتورة دار السلام حسين وكيل وزارة التضامن الاجتماعي في محافظة مطروح إن الأمطار الغزيرة التي سقطت خلال الساعات الماضية تم التعامل معها بقوة من قِبل سيارات شفط المياه، وأن كميات المياه المتواجدة في الشوارع حاليا كميتها بالمئة تقريبا ونعمل على سحبها.
فتح عدد من مراكز الإغاثة
وأكدت حسين في حديثها مع موقع "سكاي نيوز عربية" أنّ تم فتح عدد من مراكز الإغاثة في الكيلو 7 لاستقبال أي حالات متضررة، بجانب وجود فرق متنقلة تابعة للتعامل الاجتماعي في المناطق المتضررة بالكيلو 4 وسوق ليبيا.
وتابعت وكيل وزارة التضامن الاجتماعي في محافظة مطروح أنّه تم عقد غرفة عمليات لتلقي أي بلاغات وتقديم جميع المساعدات، وإقامة عدد من الحواجز لتحويل مسارات المياه إلى اتجاه البحر، للحفاظ على الأرواح والممتلكات.
وأثنت حسين على جهود العاملين خلال الساعات الماضية الذين قاموا برفع المياه من الشوارع قائلة: "منذ فجر اليوم والجميع في الشوارع يقومون بجهود كبيرة، المحافظة والتضامن والهلال الأحمر المصري، والأهالي الذين قدّموا مساعدات كبيرة، ونحن على أتم الاستعداد لمواجهة أي طارئ يحدث في المحافظة".
ماذا حدث؟
وترى الدكتورة منار غانم عضو المركز الإعلامي للهيئة العامة للأرصاد الجوية أنّ كميات المياه الكبيرة التي تساقطت على المحافظة الواقعة شمال غربي مصر كانت كبيرة للغاية، وجاءت بسبب تكاثر السحب الرعدية والركامية خلال الساعات الأخيرة.
وتابعت غانم في حديثها مع موقع "سكاي نيوز عربية" أنّ: "مطروح تأثرت بامتداد منخفض جوي في طبقات الجو العليا، وكتل هوائية رطبة، بجانب أن فرق درجات الحرارة بين طبقات الجو العليا، وسطح الأرض، أدى إلى تطور السحب بشكل كبير، وتحولها إلى سحب رعدية".
وأكدت: "كميات الأمطار كانت كبيرة للغاية، وامتدت إلى عدد من المحافظات المجاورة كالإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ ولكن بنسب متفاوتة، ومن المتوقع أن تستمر الأمطار على تلك المحافظات خلال الساعات المقبلة".
السحب الممطرة مستمرة
وكانت الصفحة الرسمية للهيئة العامة للأرصاد الجوية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قد أعلنت أن السحب الممطرة مستمرة في التكاثر على عدد من المناطق في محافظة مطروح.
ولمواجهة الأزمة، أصدر رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي عدد من القرارات، من بينها:
- سرعة انتقال السيارات المجهزة لشفط المياه من محافظتي الإسكندرية والبحيرة وغيرهما لمساعدة الجهات التنفيذية في محافظة مرسى مطروح في التعامل مع آثار السيول.
- توفير مختلف الإمكانات التي تحتاج لها المحافظة، لسرعة حل أي مشكلة نتجت عن مياه السيول، سواء بالطرق أو المرافق العامة، وغيرهما.
- المتابعة المستمرة لموقف السيول للتدخل السريع في حال حدوث أي أزمة.
- ناشدت المحافظة المواطنين بعدم التواجد في ممر السيل، أو وضع موانع تحول من مساره، واتخاذ الحيطة والحذر.
وترى عضو المركز الإعلامي للهيئة العامة للأرصاد الجوية أن تأثير الأمطار سيكون ضعيفا على محافظة القاهرة، التي ستتساقط على عدد من المناطق أمطار خفيفة للغاية، وستكون متوسطة على المحافظات الساحلية، وستتلاشى بداية من الغد على مختلف محافظات الجمهورية.
وأردفت: "نقوم بالتنسيق يوميا مع كافة المحافظات التي من المتوقع تعرضها للأمطار، ونمدّهم بخرائط الأمطار وأماكن تواجدها وصور مستمرة للأقمار الصناعية، بجانب المتابعة المستمرة مع مسؤول غرف الأزمات الجوية في كل محافظة، وغرفة دعم واتخاذ القرار في مجلس الوزراء للتدخل السريع".