اعتبر مراقبون ودبلوماسيون، أن مقابلة الرئيس السوري بشار الأسد مع سكاي نيوز عربية، حملت العديد من الرسائل إزاء الملفات الإقليمية والدولية، خاصة ما يتعلق بالعلاقات العربية في خضم التقارب مع دمشق وعودتها للجامعة العربية مؤخراً، معتبرين أن ذلك كان خطوة أولية يستتبعها إجراءات منتظرة تشمل تنسيقا سياسياً وأمنياً مع النظام السوري.
ماذا قال بشار الأسد؟
تطرق الرئيس بشار الأسد في مقابلته مع سكاي نيوز عربية، في قصر المهاجرين بدمشق، إلى عدد من القضايا وآخر المستجدات المرتبطة بعلاقات سوريا الخارجية عربيا وعالميا، حيث قال خلالها:
• المعارضة التي أعترف بها هي المعارضة المصنّعة محليا لا المصنعة خارجيا.
• الجامعة العربية لم تتحول إلى مؤسسة بالمعنى الحقيقي.
• لم نتدخل لحل أزمة لبنان ولم ندعم أي مرشح.
• العلاقات مع حماس لا يمكن أن تعود كما كانت عليه في السابق.
• حول عودة العلاقات مع بعض العواصم العربية، قال الأسد: "عودة سوريا هل ستكون شكلية أم غيرها، هذا يعتمد على طبيعة العلاقات العربية – العربية، هل تغيرت؟ لا أعتقد أنها تغيرت بالعمق هناك بداية وعي لحجم المخاطر التي تؤثر علينا كدول عربية لكنها لم تصل إلى مرحلة وضع الحلول، طالما أنه لا يوجد حلول للمشاكل فإذاً العلاقة ستبقى شكلية".
• تحدث الأسد عن المفاوضات مع الجانب الأميركي قائلا إن "الحوارات عمرها سنوات بشكل متقطع ولم يكن لدينا أمل حتى للحظة واحدة بأن الأميركي سوف يتغير لأن الأميركي يطلب ويطلب، يأخذ ويأخذ ولا يعطي شيء هذه هي طبيعة العلاقة مع الأميركيين منذ عام 1974 منذ خمسة عقود، لا علاقة له بأية إدارة من الإدارات.. فلذلك لا يوجد لدينا أمل، لكن سياستنا في سوريا هو ألاّ تترك أي باب مغلق في وجه أي محاولة".
• أكد الرئيس السوري أن سوريا لم تتلق أية عروض لإقامة علاقة مع إسرائيل، مضيفا: "يعرفون موقفنا منذ بداية مفاوضات السلام في عام 1990، إن لم يكن هناك استعداد إسرائيلي لإعادة الأرض لا داعي لإضاعة الوقت".
• حول اللقاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وطلب تركيا بعدم وضع شروط مسبقة للقاء، قال الأسد: "كلمة من دون شروط مسبقة للقاء يعني من دون جدول أعمال، من دون جدول أعمال يعني من دون تحضير، من دون تحضير يعني من دون نتائج، فلماذا نلتقي أنا وأردوغان؟! لكي نشرب المرطبات مثلاً. نحن نريد أن نصل لهدف واضح".
• "العلاقة مع روسيا والعلاقة مع إيران أثبتت أن سوريا تعرف كيف تختار أصدقاءها بشكل صحيح".
خطوات منتظرة
من جانبه، اعتبر الأكاديمي المتخصص في العلاقات الدولية، طارق فهمي، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن ظهور الرئيس السوري وتصريحاته لها العديد من الاعتبارات المهمة، مشددا على أن العديد من الدول العربية على رأسها الإمارات قطعت شوطا كبيرا نحو عودة سوريا إلى دورها الإقليمي.
وحدد فهمي عدداً من الرسائل التي تتعلق بسوريا في عدد من النقاط قائلا:
• العلاقات العربية السورية علاقات جيدة وماضية في مصيرها، كما أن عودة سوريا إلى موقعها في الجامعة العربية وترحيب الدول العربية بها أمر جيد ومهم لأنها تركت فراغًا كبيرًا.
• رغم ذلك فهناك بطئ في تطوير العلاقات العربية السورية وإيصالها إلى مرحلة الشراكة، فرغم عودة سوريا للجامعة العربية فهناك مشكلة أخرى متعلقة بسرعة التفاعل معها ودمجها في الدوائر العربية.
• من مصلحة الدول العربية أن تعيد سوريا إلى حضانتها العربية، وهذا يتطلب سرعة وتطبيع العلاقات ومحاولة إعادة ترتيب أولوياتها.
• الدول العربية يجب أن تبادر في مشروع إعمار سوريا وألا تتركها للأطراف الدولية التي تتنافس على بسط نفوذها لمصالحها الشخصية.
• وبشأن حديث الأسد عن مقابلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أوضح فهمي أنه لن يتم اللقاء إلا بوجود شروط تركية سورية مشتركة، لكن يبقى للسوريين تحفظات ولن يتم التطبيع بدون النظر في احتلال الأراضي السورية، واستخدام الأتراك للقوة هناك.
نظرة مختلفة
ويرى الخبير المتخصص في العلاقات الدولية، أيمن سمير، في تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن حوار بشار الأسد فجر سلسلة من التصريحات المهمة التي أوضحت رؤية الدولة السورية تجاه عدد من القضايا.
وأشار سمير إلى عدد من الرسائل المتعلقة بتصريحات الأسد، تشمل:
• الروح الإيجابية والبناءة التي تحدث بها الأسد في كافة القضايا، خاصة عندما تحدث عن مستقبل العلاقة مع العالم العربي إذ لا ينظر إلى الماضي بل إلى المستقبل وهذا أمر طيب ويمكن البناء عليه ويساعد في تقوية النظام العربي بشكل كامل.
• الحوار اتخذ مسارا إيجابيا والنظر للمستقبل، وتركز حول 3 قضايا على رأس الوضع الداخلي وتحديد مفهوم المعارضة الوطنية التي تهتم بمستقبل البلاد ولا تهدمها، وكذلك العلاقات الإقليمية، والأمر الثالث العلاقات الدولية والأجنبية
• الأسد ليس لديه موقف مبدئي ضد أردوغان، بل فقط يريد خروج القوات التركية من سوريا لكي تكون هناك علاقات طبيعية وجيدة، كما كان لافتا أن الأسد لم يضع خطوطا حمراء في العلاقات مع تركيا، بل بانسحاب القوات التركية من أراضي سوريا فقط.
• الحديث عن لبنان حديث حكيم لأنه لم يقف في خندق فريق ضد فريق والتأكيد على دعم لبنان وهذا يحسب للقيادة السورية.
• الحديث عن فتح باب الحوار مع الجانب الأمريكي أمر إيجابي رغم الكثير من العراقيل وهي رسالة للبيت الأبيض قد تساهم في تعديل النظرة الأمريكية للحكومة السورية.