رأى خبيران أن قتل الولايات المتحدة للقيادي في داعش "أسامة المهاجر" في سوريا يظهر مجددا حالة الاستنزاف التي تضرب التنظيم الإرهابي، وتكشف أيضا بحسبهما، عن وجود اختراقات أمنية تؤدي إلى انكشاف القيادات البارزة أمام أجهزة الاستخبارات العالمية.
وكانت قيادة المنطقة العسكرية الوسطى في الجيش الأميركي "سنتكوم"، أعلنت في وقت سابق الأحد، أنها قتلت أحد قادة داعش الإرهابي في شرق سوريا المدعو "أسامة المهاجر" قبل يومين.
وعلى حسابها على "تويتر"، نشرت "سنتكوم" بيانا أكدت فيه أن الجيش الأميركي شن غارة في شرقي سوريا أدت إلى مقتل القيادي في داعش.
ويوضح باحثان في شؤون الجماعات المتطرفة أسباب استهداف "أسامة المهاجر" من جانب الجيش الأميركي، وتداعيات ذلك على التنظيم الذي أصبح يعاني من ما أسموه "انكشاف القيادات".
من هو أسامة المهاجر؟
الباحث في شؤون الجماعات المسلحة، أحمد سلطان، قال في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية" إن أسامة المهاجر المعروف أيضا بـ"أنس الشامي"، و"همام الشامي" هو من الكوادر الأمنية البارزة في تنظيم داعش.
- شغل مناصب عديدة ومهمة في التنظيم من بينها "والي ولاية الخير"، وهي منطقة دير الزور وكان من المكلفين بإعادة بناء شبكات داعش.
- أقام "المهاجر" في إدلب لفترة تقترب من العامين، وانتقل بعد ذلك إلى منطقة "بزاعة" قرب منطقة الباب السورية.
- تم استهدافه أثناء قيادته دراجة نارية بغارة طائرة بدون طيار يوم 7 يوليو الجاري.
استنزاف قيادي
سلطان يوضح أن مقتل أسامة المهاجر تدل على استمرار حالة الاستنزاف القيادي في صفوف داعش التي يعاني منها التنظيم منذ فترة طويلة، كما تدل على وجود اخترافات وثغرات أمنية تؤدي لانكشاف القيادات البارزين وعجز التنظيم عن حمايتهم، ويضيف سلطان:
- التنظيم لا يزال يواجه أزمة حقيقية في سوريا، لأن الفرع السوري تراجع إلى أقل مستوى نشاط له باستثناء منطقة البادية الشامية التي لا تزال تشهد نشاطا للتنظيم.
- التنظيم في أضعف حالاته منذ أكثر من 10 سنوات، لكن ذلك لا يعني أن التنظيم انتهى أو أنه سيعلن وقف القتال في المدى المنظور.
- التنظيم لديه شبكات بديله إذا قُتل قائد يتم تصعيد قيادي بديل، والجيل الحالي ليسوا الصف الأول ولا الثاني، إنما هو الصف الثالث، ما يشير إلى أن التنظيم خسر جُل قادته البارزين.
- لجأ التنظيم إلى الاستعانة بقيادات لا تمتك نفس الخبرة والدراية بأمور التنظيم في الوقت الحالي.
- بلا شك سيتأثر التنظيم حتى يعيد ترتيب صفوفه، كما أن الفرع السوري لداعش محوري للغاية لأنه المسؤول عن الاتصال أو التنسيق مع أفرع داعش في المناطق الأخرى سواء في إفريقيا أو في آسيا.
- التنظيم لديه ما يسمى بشبكة المكاتب الخارجية كلها مرتبطة بولاية الشام، أما العراق فهو مستقل بذاته.
تعاون أمني وميداني
- الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، هشام النجار، قال في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية" إن هناك تعاون أمني واستخباراتي بين الأجهزة الأميركية مع التيارات المتشددة التي تدشن تجربة حكم، بعدما انفصلت عن القاعدة وداعش في مسار جديد يشبه تجارب محلية للحكم مثل هيئة تحرير الشام.
- ذلك يأتي في محاولة المتطرفين تغيير الاستراتيجية التي كانت تعتمد على استهداف العدو البعيد أو الأميركيين، وذلك لأن هذه التيارات تسعى لاكتساب شرعية وتريد أن يغض الأميركيون الطرف عن حكمهم.
- معظم القيادات سواء من داعش أو القاعدة القديمة، تتعاون هيئة تحرير الشام مع الأجهزة الأميركية في اقتناصهم.
- كل القيادات الداعشية التي تولت القيادة تم تصفيتها في الشمال السوري، حتى أبو بكر البغدادي نفسه.
- كان هناك تعاون ميداني بين تنظيم حراس الدين "القاعدة القديمة" وبين قادة داعش، ومن الممكن أن يغض هيئة تحرير الشام الطرف عن وجود قيادات لداعش في حال وجود مصالح متبادلة.
- لكن إذا تم رصد هذه القيادات من جانب التحالف الدولي أو الأميركيين تضطر خلايا هيئة تحرير الشام المسؤولة عن المكان إلى التعاون على الفور مع الأميركيين.
- تنظيم داعش في أزمة بسبب التعاون الاستخباراتي الميداني بين المتشددين السابقين مثل هيئة تحرير الشام والأجهزة الأميركية والدولية.
- التنظيم لم يستطع التمركز في مناطق في الشمال والجنوب السوري، خاصة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية السابقة الذين كانوا يمثلون الجيش السوري الحر والفصائل الأخرى.
- التنظيم موجود في منطقة البادية السورية إضافة إلى الأماكن غير المرصودة في إدلب شمال غرب سوريا في المناطق التي تقع تحت هيمنة هيئة تحرير الشام، لكن في الغالب هذه المناطق ليست آمنة بالكامل للوجود المستقر خاصة للقيادات التي تعاني من الانكشاف.
- مما يزيد موضوع انكشاف القيادات في الفترة الأخيرة هو الانقسامات الداخلية والصراعات على القيادة بين فصائل وخلايا داخل التنظيم.
- التنظيم أصبح يعاني من الهشاشة والانكشاف ولم يعد قادرا على حماية قياداته التي تستهدف بشكل مستمر، ويتم تصفية أي زعيم حتى لو لم يتم الإعلان عن اسمه مع التدابير الاحترازية الشديدة، وذلك يرجع إلى الإصرار الأميركي على إنهاء تنظيم داعش في المنطقة ، إضافة إلى التعاون بين المتشددين السابقين والأجهزة الأميركية والدولية.