سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الضوء على الدور المهم الذي تلعبه الإمارات العربية المتحدة، بجهود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث شكلت رمزا للاستقرار في المنطقة، وفاعلا هاما في الكثير من الملفات والقضايا ذات الأهمية الاستراتيجية، من خلال القدرة على تشكيل العلاقات المتوازنة، وصياغة السياسة الخارجية بشكل رصين، وطد العلاقات مع جميع الدول، لا سيما القوى العظمى وفي مقدمتها الولايات المتحدة وروسيا والصين.
الصحيفة تناولت في إحدى مقالاتها الدور المحوري الذي لعبه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي تمكن من تحديد دور الإمارات كصديق لجميع الأطراف منذ بدء الحرب الأوكرانية.
وبحسب الصحيفة، ترى الولايات المتحدة في دولة الإمارات العربية المتحدة شريكا رئيسيا في محاربة الإرهاب، واستقرار أسواق الطاقة العالمية، وذلك بفضل استثماراتها الضخمة في الولايات المتحدة.
وتضيف الصحيفة أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تمكن من ترتيب العلاقات الجيوسياسية منذ بدء الحرب الأوكرانية في فبراير الماضي، باستراتيجية جعلت منه صاحب الدور القيادي الأكثر تأثيرا في الشرق الأوسط.
ولفتت الصحيفة النظر إلى مقابلات صحفية نادرة، لمسؤولين إماراتيين قالوا إن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لا يرى أن علاقة الإمارات الوثيقة بالولايات المتحدة تحول دون العلاقات مع موسكو أو بكين، بل إن مثل هذه العلاقات يمكنها أن تساعد واشنطن.
كما استشهدت "وول ستريت جورنال" بتغريدة سابقة للمستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، أنور قرقاش، قال فيها: "لن نسمح لحالة التنافس بين القوى العظمى أن تقرر لنا توجُّهاتنا ومواقفنا".
وأشارت الصحيفة للدور الذي لعبه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تبادل الأسرى بين واشنطن وموسكو، في العملية التي شملت لاعبة كرة السلة الأميركية بريتني غرينر مقابل الروسي فيكتور بوت.
كما لفتت إلى أن الإمارات العربية المتحدة، بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أقامت علاقات مع إسرائيل، الحليف الأوّل للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة تصريحات سابقة لسلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات قال فيها إن الإمارات ترغب في تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة، ولكن ليس على حساب دول أخرى، مؤكداً أن الأمر يتعلق بالولايات المتحدة والهند وأوروبا وروسيا والصين وغيرها.
وقالت الصحيفة: "على مدار العقد الماضي، قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الهادئ الطباع البالغ من العمر 62 عاما، برسم خطّ سريع للتوسّع الاقتصادي والانفتاح والتقدم المُجتمعي، وبناء العلاقات في مناطق الشرق الأوسط.
وأضافت أن اقتصاد الإمارات ليس مبنياً على النفط فحسب، فمكانتها كدولة مستقرة في منطقة مضطربة جعلها سوقاً جاذبة للمال والخدمات اللوجستية والسياحة، بالرغم من التنافس الدولي وحالة الاضطراب العالمية، وهو ما أظهر مدى تنافسية اقتصاد الدولة باعتباره نقطة جذب رئيسية حتى بين الأطراف المختلفة، فبينما للإمارات علاقات اقتصادية قوية وشراكات ضخمة مع أوروبا وأميركا، أصبحت الإمارات مركزاً للاستثمارات الروسية.
وفيما يخص فيروس كورونا، أشادت الصحيفة بتعامل الإمارات مع الجائحة، وقالت إن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وطد علاقات الإمارات مع الصين، عندما أعلنت الإمارات فتح حدودها بينما أغلقتها معظم دول العالم.
وأشارت الصحيفة إلى إنتاج الإمارات أقنعة الوجه باستخدام آلات صنعت في الصين، واختبارات الحمض النووي بالتعاون مع إحدى شركات الجينات الرائدة في الصين، وكذلك إنتاج اللقاحات بالتعاون مع شركة سينوفارم الصينية.