قتل 20 شخصا وأصيب العشرات في اشتباكات قبلية في مدينة كوستي بوسط السودان؛ مما أثار مخاوف من اتساع رقعة النزاعات القبلية في ظل الهشاشة الأمنية الحالية في السودان وسط اشتعال المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم منذ 15 أبريل الماضي.
واندلعت الاشتباكات بين قبليتي الهوسا والنوبة في السودان لأسباب تشابه تلك التي أججت اشتباكات قبلية في منطقة النيل الأزرق في يونيو الماضي.
وتجددت في أكتوبر بين الهوسا وقبائل أخرى في المنطقة أدت إلى مقتل ما بين 200 إلى 400 شخص، وتم خلالها حرق عشرات القرى.
وعلى الرغم من إعلان السلطات المحلية حالة الطوارئ في مدينة كوستي ومناطق الأخرى في ولاية النيل الأبيض، إلا أن شهود عيان قالوا لموقع "سكاي نيوز عربية" إن توتر شديد يسود المنطقة بسبب خلافات قبلية قديمة تجددت على خلفية نزاعات حول ملكية الأراضي.
وأشار شهود العيان إلى عمليات حرق واسعة طالت مناطق سكنية وزراعية وتجارية واسعة.
وتشكل منطقتي النيل الأزرق والأبيض مركز ثقل لقبيلة الهوسا، التي استقرت في السودان منذ مئات السنين، لكن أصولها تعود إلى نيجيريا الواقعة في غرب إفريقيا.
وخلال الأشهر الماضية؛ أفرز الصراع القبلي في السودان تداعيات خطيرة واتسعت رفعته لتشمل مناطق أخرى في شرق ووسط البلاد، مما أثار مخاوف من حدوث حرب قبلية أوسع نطاقا.
وبسبب الاشتباكات فقدت آلاف الأسر المأوى والنشاط الاقتصادي، حيث يعتمد معظم سكان المنطقة على الزراعة والرعي.
وتحدثت تقارير عن أزمة غذاء حادة في مناطق النزاع مع توقعات لتدهور كبير في أوضاع الأمن الغذائي في ظل مخاوف من فشل الموسم الصيفي في المنطقة، التي تعتبر من أهم المناطق الزراعية في السودان.
ويحذر مراقبون وناشطون في مجال العمل الطوعي من أن تؤدي الأحداث الاخيرة إلى انتكاسة أكبر في المنطقة، مشيرين إلى أن جهود تحقيق التعايش السلمي بين أبناء المنطقة تصطدم بحالة الغبن الناجمة عن وقوع إعداد كبيرة من الضحايا.
ويحتج أفراد من قبيلة الهوسا في جميع أنحاء السودان على ما يعتبرونه تمييزا ضدهم بسبب العرف القبلي، الذي يحظر عليهم امتلاك الأرض في بعض مناطق السودان.
وتضيف الاشتباكات القبلية الجديدة عبئا جديدا على السودانيين الذين يعيشون أوضاعا أمنية معقدة بسبب القتال الدائر حاليا في الخرطوم، والذي أدى إلى مقتل ما يقارب 500 شخصا خلال الأسابيع الثلاث الماضية.