بينما كانت أحياء وسط العاصمة السودانية الخرطوم تهتز على وقع القصف الليلي وأصوات الرصاص المتبادل بين قوات الجيش والدعم السريع، فاجئ المخاض أمينة محمود، لكنها عجزت عن الوصول إلى المستشفى الذي كانت تحجز فيه منذ أكثر من 3 أشهر لاستقبال طفلها الأول.
وبعد معاناة كادت أن تكلفها حياتها اضطرت أمينة لوضع مولودها داخل البيت بعد أن سلمت نفسها إلى إحدى القابلات المحليات اللائي يمنعهن القانون السوداني من ممارسة مهنة التوليد داخل البيوت.
وفي ظل الظروف الأمنية الحالية التي يعيشها السودان بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من 3 أسابيع؛ تجد الكثير من النساء الحوامل صعوبة بالغة في الوصول إلى المستشفيات مما يؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة او حدوث مضاعفات خطيرة.
وتقول هويدا محمد الحسن استشارة النساء والتوليد لموقع "سكاي نيوز عربية" إن هناك مخاطر كثيرة تتعرض لها المرأة عند الولادة في المنزل خصوصا في حالة الحمل الأول أو عدم تحديد مقاس الحوض غير معلوم.
وتضيف في بعض الحالات يمكن أن تكون هنالك حاجة لعملية قيصرية أو قد تتعرض المرأة الحامل لتمزقات في عنق الرحم أو قناة الولادة مما يؤدي إلى حدوث مضاعفات مثل الباسور أو وفاة المولود.
وتشير الحسن إلى إمكانية تعرض الأم متعددة الولادات إلى مخاطر أيضا، حيث قد لا يتقلص الرحم بسهولة بعد الولادة ويؤدي إلى نزيف يمكن أن يعرضها للوفاة إذا وضعت في المنزل.
وتنبه إلى المضاعفات والمخاطر، التي تتعرض لها المرأة عند الولادة في المنزل في حال كان لديها أمراض مصاحبة للحمل مثل ارتفاع السكر والضغط، حيث تكون أكثر عرضة لمشاكل طارئة قد تتطلب إدخالها لعملية قيصرية لضمان سلامة الطفل أو الأم.
وتؤكد الحسن على أهمية الولادة في المستشفيات وضرورة وجود كادر طبي مختص، لكتها تشير إلى أن الولادة على أيدي القابلات المتدربات في المنزل تكون قليلة الخطورة في حالة الحمل الثاني أو الثالث أو الرابع.
تبعات كارثية
وألقت الحرب بتبعات كارثية على القطاع الصحي، حيث خرج نحو 70 بالمئة من المستشفيات عن الخدمة بسبب القصف المتواصل أو نتيجة لعدم قدرة الكوادر الطبية على الوصول إلى المستشفيات أو نقص الأدوات الطبية.
ووفقا لنقابة أطباء السودان فإنه ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل يعمل الأطباء والكوادر الطبية في كل أنحاء السودان وسط ظروف كارثية بالغة التعقيد لإنقاذ المرضى والمصابين وسط انهيار شبه كامل للقطاع الصحي، الذي صار مسرحاً لساحات المعارك والقتال.
وطالبت النقابة كافة الأطراف بالالتزام بالقانون الدولي الإنساني وكل البروتوكولات ذات الصلة بالقطاع الصحي.