اعتبرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أن الصراع الدائر في السودان منذ أكثر من أسبوعين، قد يؤدي إلى زعزعة استقرار دولة تشاد المجاورة والتأثير على منطقة الساحل بأكملها.
وذكرت المجلة أن "هناك احتمالا كبيرا بأن تؤثر حرب السودان الجارية بين الجيش وقوات الدعم السريع على دولة تشاد، ومنطقة الساحل المضطربة بالفعل".
وأعطت المجلة الأميركية مثالا بدولة تشاد، التي عانت على مدار العقد الماضي، بسبب الأنشطة المدمرة للتنظيمات المتطرفة، مثل "بوكو حرام" والجماعات المنشقة عن تنظيم "داعش"، كما شهدت جمهورية إفريقيا الوسطى قتالا داخليا بين جماعات مسلحة، مشيرة إلى أن الصراع السوداني "له عواقب وخيمة على السلام والأمن الإقليميين".
وأضافت: "إلى جانب كل ذلك، تتمثل إحدى تداعيات الصراع الحالي في السودان في الانتشار المتوقع للأسلحة الصغيرة والخفيفة بين الأطراف المتحاربة في أنحاء المنطقة".
هذا الأمر، تقول "فورين بوليسي"، قد يؤدي أيضا إلى اتساع تجارة الأسلحة غير المشروعة، بسبب ظهور ممرات تهريب جديدة، بما في ذلك في ليبيا وبوركينا فاسو وتشاد ومالي والنيجر، مبرزة أن المشكلة ستزداد تعقيدا حين تقع هذه الأسلحة في "الأيدي الخطأ"، مثل أيدي المتطرفين.
وحذرت من "احتمال تسلل مقاتلين إرهابيين أجانب إلى السودان"، مثلما حدث في دارفور غربي البلاد، التي شهدت معارك ضارية أدت إلى مقتل نحو 300 ألف شخص ونزوح حوالي مليونين.
وتتوقع المجلة الأميركية أن يتدهور الوضع في السودان خلال الأيام المقبلة في حال ترك الصراع بلا احتواء، محذرة من أنه قد "يتحول بسهولة إلى حرب إقليمية واسعة النطاق".
وأردفت قائلة: "تحافظ الجهات الفاعلة الخارجية مثل الصين وفرنسا وروسيا على مصالح نشطة في حوض تشاد والساحل. هذه الدول يمكن أن تنجر بسرعة إلى الحرب أيضا".
ومن القضايا التي تثير القلق بشكل خاص في السودان، وفق "فورين بوليسي"، احتمال توسيع نطاق وجود مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية.
وأوضحت: "يمكن للوضع كذلك أن يشجع الحكومات عبر حوض تشاد والساحل على ضمان بقاء أنظمتها، من خلال التدابير التي تساعد على تعزيز قبضتهم على السلطة، مثل السعي للحصول على مساعدة متخصصة من كيانات مثل فاغنر".
إلى جانب كل هذا، قد ستساهم حرب السودان في تدهور الوضع الإنساني في حوض تشاد والساحل، خاصة أن المنطقة تعد موطنا لبعض أفقر سكان العالم.
وتضيف المجلة: "الأزمة قد تقود أيضا إلى انعدام الأمن الغذائي الحاد في المنطقة".