أعلن الجيش السوداني، مساء يوم الخميس، موافقته على تمديد الهدنة الحالية التي تنتهي في الساعات الأولى من يوم الجمعة، وسط مخاوف من تكرار الخروق التي شابت اتفاق وقف إطلاق النار، في وقت سابق.
وقالت القيادة العامة للقوات المسلحة بالسودان، في بيان، إنها وافقت على تمديد الهدنة التي طرحت لمدة 72 ساعة إضافية يبدأ سريانها اعتبارا من تاريخ انتهاء الهدنة الحالية.
وقالت القوات المسلحة إنها تأمل أن يلتزم من وصفتهم بالمتمردين في إشارة إلى عناصر قوات الدعم السريع، بـ"متطلبات سريان الهدنة هذه المرة، وعدم خرقها كما جرى خلال الفترات الماضية".
واتهم الجيش السوداني، قوات الدعم السريع بقصف المؤسسات والمواقع العسكرية، "وتخريب المرافق الحيوية، وتعريض حياة وممتلكات المواطنين للخطر".
وفي المنحى نفسه، أعلنت قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو "حميدتي" موافقتها على تمديد الهدنة الانسانية لمدة 72 ساعة إضافية.
وتثار المخاوف في السودان من عدم سريان الهدنات التي يجري التوصل إليها بوساطات دولية، حيث يلقي كل طرف باللوم على الآخر في خرق اتفاق وقف إطلاق النار.
وأعرب المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، فيليبو غراندي، عن قلقه إزاء الاشتباكات الدائرة في السودان، بينما يضطر عشرات الآلاف من الناس إلى النزوح عن بيوتهم بحثا عن أماكن آمنة.
ونبهت مفوضية اللاجئين إلى أن الحاجيات الإنسانية في السودان كانت كبيرة حتى قبل اندلاع الأزمة الأخيرة، حيث يوجد 3.7 ملايين نازح في البلاد.
حديث عن "تخطيط طويل"
في غضون ذلك، قال عضو مجلس السيادة السوداني، شمس الدين كباشي، يوم الخميس، لـ"سكاي نيوز عربية"، إن قوات الدعم السريع بدأت تحشد قواتها وإمكانياتها للحرب منذ أكثر من 3 أشهر.
وتحدث كباشي، في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، عن مجريات القتال الضاري بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، بينما يتفاقم الوضع الإنساني في البلاد.
وحمل قوات الدعم السريع مسؤولية خرق الهدنة، ثم قال "هناك هجمات على مواقعنا المختلفة".
وأكد المسؤول العسكري، أن ولايات السودان تحت سيطرة القوات المسلحة بالكامل، بينما تتضارب التقارير بشأن الوضع على الأرض.
وأكد كباشي أن المبادرة الأميركية السعودية متقدمة ثم أضاف قائلا "أبشر السودانيين أن الأمر لن يطول كثيرا".
أما سقوط ضحايا من المدنيين، فاعتبره كباشي من مسؤولية ما وصفه بالقصف العشوائي للـ"خونة والمتمردين والانقلابيين".
وفي حديثه عن جهود التسوية، قال كباشي "وافقنا على مبادرة الإيغاد لكن يبدو أنهم لم يحصلوا على رد من الطرف الآخر".
وأشار كباشي إلى أن الجيش وافق على المبادرة الأميركية السعودية "لكن الدعم السريع لم يحترمها"، بحسب قوله.
وأردف أنه في حال لم تقد المبادرات إلى تسوية، فإن الجيش قادر على حسم الأمر بطريقة عسكرية، حسب قوله.
واتهم عضو مجلس السيادة، قوات الدعم السريع بأنها مؤسسة إخوانية أنشأها النظام السابق، مضيفا أنه "لو كانت مؤسسة مدنية لتم تفكيكها".