سارع السودانيون المغتربون لنجدة أهلهم في الداخل، في ظل ما تعيشه البلاد من ظروف صعبة خلفها الصراع المستمر بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.
سارة عبد الجليل، طبيبة الأطفال المقيمة في إنجلترا، أصبحت جزء من حملات الأطباء لدعم السودانيين في حالة من الفوضى والرعب مع احتدام القتال خارج منازلهم.
تقول سارة، التي تبعث برسائل نصية للأقارب كل صباح للتأكد من أنهم ما زالوا على قيد الحياة "لا نتمتع بنوم جيد، لأننا نتوقع الأسوأ، أحاول ألا أصاب بالذعر قدر الاستطاعة".
وتضيف أنه عندما يتصل بها الأقارب هاتفيا يكون الخوف واضحا في أصواتهم بسبب اقتراب المسلحين منهم.
تحاول سارة عبد الجليل التوفيق بين حاجتها للبقاء على اتصال مع عائلاتها وأصدقائها في السودان ومساعدة الآخرين هناك، وبين تربية ابن يبلغ من العمر 12 عاما والعمل بدوام كامل كطبيبة.
كما تعمل أيضا على محاربة المعلومات المضللة وخطاب الكراهية عبر الإنترنت، وإرسال عريضة سلام لمجلس الأمن الدولي، ورسائل نصية عاجلة لتقديم المشورة الطبية وهي في قارة بعيدة.
بالنسبة لبعض السودانيين البالغ عددهم حوالي 50000 شخص في المملكة المتحدة، تحول الشعور بالعجز تجاه وضع يبدو أنه لا نهاية له في الأفق إلى إحساس بالواجب.
وأسفر القتال الذي بدأ في 15 أبريل عن مقتل أكثر من 420 شخصا، بينهم ما لا يقل عن 291 مدنيا، وإصابة 3700 شخص على الأقل.
وأدانت الحكومات الأجنبية على نطاق واسع القتال بين الفصائل المتناحرة التي تريد العودة إلى المفاوضات، فيما قامت دول أوروبا وأمريكا الشمالية وإفريقيا والشرق الأوسط وآسيا بإجلاء دبلوماسييها ومواطنيها في مؤشر على أنهم يتوقعون أن يزداد الوضع تدهورا.
من جانبه، قال حسام المجمر، مؤسس منظمة أطباء السودان من أجل حقوق الانسان، إن أطباء المنظمة يحاولون تدريب زملائهم في ساحة المعارك على كيفية التعرف على انتهاكات حقوق الإنسان، وتسجيلها، وإبلاغ المجتمع الدولي بها.
وأضاف: "اتخذ الجنود مواقعهم خارج المنزل، لكن عائلته لم تجرؤ على النظر إلى الخارج لمعرفة أي فصيل كان هناك، حيث كانوا مختبئين في القبو".
وسمع الجميع قصصا عن أشخاص وقعوا في مرمى النيران أثناء محاولتهم الحصول على طعام أو الفرار من العنف.
يقول باسل النعيم، الذي لا يعرف ما إذا كان سيصل إلى أبناء عمومته في السودان: "لدينا تقارير عن مدنيين يموتون يوميا. نحن قلقون فقط من أن يكون أحد أحبائنا هو الضحية التالية لهذه الحرب".