مع دخول الاقتتال بين الجيش وقوات الدعم السريع يومه الثاني عشر في الخرطوم وعدد من مدن ومناطق السودان الأخرى، تشهد شوارع العاصمة تداعيات كارثية من أعمال نهب وفوضى واسعة، وحوادث اغتيال طالت كثيرين من بينهم بشرى ابن عوف أحد أبرز أطباء الجهاز الهضمي في البلاد.
وانتشرت في عدد من أحياء وأسواق العاصمة، الخرطوم ومدينتي أم درمان والخرطوم بحري، عمليات نهب واسعة طالت مخازن ومحلات تجارية ومنازل في أحياء العمارات والخرطوم 2 والرياض وغيرها من الأحياء السكنية، مما تسبب في خسائر كبيرة.
ووفقا للصحفي عثمان شبونة، فإن نقاط تفتيش محددة في الطريق بين الخرطوم ومنطقة جبل أولياء إلى الجنوب من المدينة، يسيطر عليها بالكامل قطاع طرق يعرفون محليا بمجموعات "النقرز" المتخصصة في أعمال النهب.
وفي ظل الفوضى العارمة التي تعم كافة مناطق العاصمة، أصبح مجرد الخروج من المنزل لقضاء بعض الاحتياجات الأساسية مغامرة محفوفة بالمخاطر.
وإضافة إلى مقتل الطبيب ابن عوف طعنا قرب منزله، رصد شهود عيان حالات قتل طالت مواطنين داخل سياراتهم أو أثناء مرورهم في الطرقات العامة، وتباينت أسبابها ما بين دافع السرقة أو التعرض لإطلاق نار عشوائي من أحد طرفي الصراع.
ويقول المسؤول في لجنة الخدمات بحي العمارات وسط الخرطوم خضر أبو هاشم، إن القتال أفرز تداعيات أمنية خطيرة على سكان العاصمة، خصوصا القريبين من المواقع التي تشهد معارك عنيفا بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأوضح أبو هاشم لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن 80 بالمئة من سكان بعض الأحياء مثل حي العمارات تركوا منازلهم وفروا من القتال إلى مناطق أخرى بحثا عن الأمان، لكنهم تركوا ممتلكاتهم عرضة للنهب والسرقة.
يأتي هذا في ظل غياب مريب لرجال الشرطة الذين اختفوا تماما من الشوارع وحتى الأقسام والمراكز الخاصة بهم.
ويبدي الخبير الأمني الضابط السابق في الشرطة السودانية سامي نوري "استغرابه الشديد" من الوضع الذي آلت إليه مراكز الشرطة، حيث أصبح أكثر من 70 بالمئة منها مهجورا تماما.
ويقول نوري لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الفوضى والنهب والتداعيات الأمنية الأخرى الحالية التي تعيشها الخرطوم ومدن أخرى في البلاد "إفراز طبيعي للحرب، لكن ما زاد من وتيرتها غياب الشرطة".
ورأى أن استمرار القتال بهذه الوتيرة المتصاعدة سيزيد من معدلات الانفلات الأمني، وهو ما يشكل مصدر رعب كبير للسكان في العاصمة وخارجها.