حصلت "سكاي نيوز عربية" على مقاطع فيديو توثق تصدعات وانهيارات جزئية لعقارات سكنية يقطنها بعض أفراد الجالية المصرية في العاصمة السودانية الخرطوم، وطلاب مصريون يدرسون في جامعات سودانية، وذلك جراء استمرار القصف والاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الأحياء السكنية.
وتتواصل استغاثات هؤلاء الطلاب المحاصرين تحت وابل الرصاص المتبادل دون توقف منذ سبعة أيام وسط أنباء عن وقوع إصابات بينهم.
وتتفاقم معاناة هؤلاء يوما بعد آخر مع نفاد مواد الإعاشة وعدم إمكانية خروجهم إلى الشوارع مع احتدام المعارك، إضافة إلى الانقطاع المتكرر للكهرباء والمياه والإنترنت حسبما أفاد عدد منهم لـ"سكاي نيوز عربية".
الطالب م. م. الذي يدرس الطب بإحدى الجامعات السودانية يؤكد لسكاي نيوز عربية أنه وزملائه يقضون أجواء مريرة لا وجود فيها لأي مظهر من مظاهر العيد، فأصوات الرصاص تخترق آذانهم بدلا من تكبيرات العيد مضيفا أنهم محاصرون من كافة الاتجاهات وأن الاقتراب من النوافذ يعني الانتحار.
ويضيف زميله أ. ح. أنهم باتوا مكشوفين في وضع غير آمن بعد انهيار أجزاء من الجدران الخارجية للعقار الذي يقطنوه جراء القصف العشوائي على مساكن المدنيين مما يصعب معه الاختباء فيها والاحتماء بها، كما أنهم "يفاجئون من آن لآخر بعناصر مسلحة تطرق أبواب سكنهم لاقتحامه في أجواء من الزعر والهلع أصابت الكثيرين منهم بصدمات نفسية حتى باتوا ينتظرون الموت في أي لحظة".
وبصوت يرتجف رعبا يستغيث الشاب ع. ع. لإنقاذهم من هذا الوضع المأساوي مضيفا أنهم يترقبون بفارغ الصبر أي فرصة لإجلائهم
ويستطرد أنهم رغم انتهاء شهر رمضان فإنهم يواصلون صيامهم اجباريا لعدم توافر أي مواد غذائية مع اغلاق المحال التجارية تماما وأنهم بالكاد يعيشون على الماء وبقايا الخبز المتوافر لديهم.
الخارجية المصرية تتابع
يأتي ذلك فيما أكدت وزارة الخارجية المصرية متابعتها المستمرة لأوضاع رعاياها في السودان، واستمرارها في بذل كافة الجهود لضمان أقصى درجات السلامة لهم.
وأضافت الخارجية في بيان لها أن مكتب جمهورية مصر العربية في وادي حلفا يعمل بشكل مستمر على التواصل مع السلطات السودانية لتسهيل عودة المواطنين المصريين عبر المعابر البرية السودانية دون عوائق.
وتواصل وزارة الخارجية من خلال بعثاتها في الخرطوم وبور سودان ووادي حلفا بذل كافة الجهود والقيام بالاتصالات اللازمة لمتابعة أوضاع أبناء الجالية المصرية في السودان خلال الأزمة والتعاطي السريع والفعال معها تبعاً للمستجدات.
كما عقدت وزيرة الهجرة المصرية سها جندي، اجتماعًا طارئا لـ"اللجنة الوطنية الدائمة لمتابعة الطلاب المصريين بالخارج" لمناقشة إيجاد سبل وآليات التعامل مع أزمة طلاب الجامعات المصريين في السودان، على إثر الاشتباكات المندلعة هناك حاليًا.
وتعمل اللجنة على حصر الأعداد الدقيقة للطلاب الدارسين في السودان، وأماكن تواجدهم وتقييم مدى الخطورة التي يتعرضون لها حاليا وفقا للمستجدات، لإعداد تقرير بالموقف والنظر في البحث والتقييم الشامل لدراسة إمكانية وضع خطة إخلاء عاجلة وفقا للموقف والمستجدات بصورة موضوعية وسريعة.