المتحدث الرسمي باسم ائتلاف النصر سعد اللامي:
قرأنا مقالك الموسوم "حيدر العبادي حقق النصر المستحيل.. فمن تسبب بالهزيمة؟" المنشور في الثامن من أبريل، ولم تصبنا الدهشة ولم يتملكنا الاستغراب أبداً، سيما وأنَ مثل حضرتكم شاهد (تأريخ) على شخصية الدكتور العبادي، وبالدليل الذي سأسرده، ولكن ما أدهشنا أن تذهب إلى مديات أبعد في الطعن بتضحيات أبناء العراق من شيوخ وشباب ونساء وحتى قاصرين، والذين يتذكرهم صاحب "القلم النظيف" بأحرف من ضياء تكريماً لما بذلوه من تضحية بالروح. وهي أغلى وأثمن وأشرف وأنقى وأطهر التضحيات.
ليس متسغرباً لنا أن تفتح مقالك بتسفيه معارك التحرير من تنظيم تكفيري (دولي) وليس محلي، وباعترافكَ في مقالك بذلك، وتتحدث عن أن حيدر العبادي (عَظّمَ حدثاً طبيعياً ومتوقعاً) بينما كل دوائر الرصد المحلية والإقليمية والدولية توقعت وقدمت بذلك أدلتها التي اعتمدت عليها، في أن العراق يحتاج إلى ما لا يقل عن 5 إلى 10 سنوات للتخلص من "خلافة الوهم" والتي جُندت لها كُل الإمكانيات والدعم لإقامتها في العراق، وأنت تعلم ذلك جيداً ولا حاجة للغوص في التفصيلات.
ثم أشرتَ في المقطع الثاني من مقالك إلى أن "العبادي ينسب النصر على داعش لنفسه، أو يحاول ذلك" وذهبتَ الى الاتكاء بتصورك إلى ما تحدث بهِ "براين بريفاتي" وهو بروفيسور ومؤرخ في التاريخ المعاصر في جامعة كينكستون في بريطانيا.
أنتَ لم تذكر ذلك في مقالك، من هو "بريفاتي"، لكي تُضفي على المقال مزيداً من (السوء) مراهناً على أن القارئ سيكون غليظ التفكير.
وتجاهلت في هذا المقطع ما ذكرهُ "بريفاتي" في صفحة "18" من الكتاب قائلاً: "حافظَ العراق على خط المواجهة مع داعش وأنقذ العالم من إراقة الدماء الاقليمية وربما العالمية، وإذا عادَ داعش للظهور مرة اخرى، فيسعود العراق على خط المواجهة".
دعنا نعيد ذاكرتك إلى الوراء قليلاً ونُذكرك بما كتبتهُ في مقالك تحت عنوان (هل يحلُ تنحي المالكي أزمة العراق؟) والمؤرخ في 28 آب/أغسطس 2014 المنشور في جريدة الحياة اللندنية تحديداً، وذكرت فيه في المقطع الرابع والخامس منهُ التالي: "اللافت هو العدد الهائل من النصائح التي انهالت على العبادي من كُل حدبٍ وصوب، تطالبهُ بأن يفعل كذا وأن لا يفعل كذا، ولو أنهُ قرر أن يقرأ أو يستمع إلى هذه النصائح لأمض الدهر كلهُ من دون أن يفعل شيئاً، خصوصاً أن معظمها متناقض في المضمون ثم تُضيف " لا شكَ في أن العبادي سينصت إلى الأخرين فهذه من عاداتهِ ومن خلال معرفتك الشخصية بهِ، (وهذا كلامك وليس كلامنا)، تقول:" أتوقع أن يحترم القانون بشكل كامل، وأن لا يستخدم السلطة في غير المواضع التي يجب أن تستخدم فيها، فهو سياسي منضبط وملتزم ولا أعتقد إن السلطة ستغيرهُ كثيراً، فهو لم يسعَ إليها ولم يكن راغباً فيها.
لكن المعضلة التي سيواجهها العبادي هي الفساد المستشري في كُل المجالات.. وفي هذهِ الأثناء سيضطر إلى العمل في ظل هذهِ الظروف الصعبة، كما سيضطر لأن يتعامل مع سياسيين ومسؤولين متورطين بالفساد ولا يستطيع أن يفعل شيئاً إزاء ذلك لأنهم منتمون إلى أحزاب وكُتل أخرى مشتركة معه في الحكومة، فإن أحالهم إلى القضاء فسوفَ تقف كتلهم ضده، وقد تتمكن من عرقلة أعمال حكومته، وإن سكت عنهم، فسوف يخالف ضميره...".
فهل تناسيت ما كتبت؟ ثم ذهبتَ إلى مسار آخر محاولاً (صب الزيت على النار) لعلها تشتعل، حالك في ذلك حال كثير ممن هاجموا الدكتور العبادي، لا لشيء، سوى المحاولة للتصغير والتنكيل مذكراً بما سرد في صفحة "233" من الكتاب، ولكن يبدو أن الحياة التي تعيشها خارج العراق أثرت فيك، بل إنها قست عليك حين جعلتك تستخف بما يعتقد به المؤمنون (سنة وشيعة، كرد وعرب، وكل الطوائف والأديان والقوميات المحترمة جداً) والذين يؤمنون ويعتقدون ويحترمون جداً ذكر العاشر من محرم وما فيه من دلالات.
ختاماً، العبادي كما أنتَ تعرفهُ، وهذا اعترافك، سيبقى لا يسعى لتولي السلطة، رغم أن الأمر إذا ما تطلب ذلك، فهو أمر طبيعي وليس بمستغرب، ولكن العبادي من نوع آخر لا يُدركه البعض، ورغم ادعائك معرفتك للعبادي، يبدو أن الذاكرة نسيِت أو تعمدت أن تتناسى أن العبادي رجل دولة، ورجل الدولة لا يتسارع ولا يتسابق حال غيرهِ للوصول إلى السلطة.