كشف وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، عباس الحلبي، حقيقة الشجار الذي وقع صباح الخميس، بين القوى الأمنية في مبنى وزارة التربية في بيروت، وبين عدد من الطلاب العراقيين الذين حضروا إلى المبنى لإنجاز معاملاتهم.
وقال عباس الحلبي لموقع "سكاي نيوز عربية": "نحرص على صون كرامة كل صاحب معاملة أو مراجعة لدى دوائر الوزارة، التي تعامل الجميع من لبنانيين وغير لبنانيين من دون تمييز، خصوصا الأخوة العراقيين الذين يدرسون في الجامعات اللبنانية ويتقدمون بمعاملاتهم وشهاداتهم للمعادلة في الوزارة".
وحول زيارة وفد وزاري عراقي إلى لبنان لمتابعة القضية، قال الحلبي: "نرحب بإخواننا العراقيين، وزيارتهم ستكون فرصة لتوضيح بعض القضايا العالقة".
تفاصيل الواقعة
وعن تفاصيل ما جرى، قال الحلبي إن "الحادث وقع نتيجة نقص في عدد موظفي الوزارة والعدد الهائل من الطلاب العراقيين الذين قصدوا الوزارة في وقت واحد، فأعداد المعاملات التي تصل إلى الوزارة تفوق قدرة الموظفين على تلبية طلباتهم".
وتابع: "نظرا لحضور الموظفين إلى الوزارة ليومين في الأسبوع فقط بسبب الإضراب الناتج عن الضائقة المالية التي تعانيها البلاد، وخصوصا لدى موظفي الإدارة العامة، تتوافد إلى أقسام المعادلات قبل الجامعية، والمعادلات والمصادقات الجامعية، أعداد هائلة من الطلاب اللبنانيين والعرب، والعراقيين بصورة خاصة".
وأشار إلى أن "حراس مبنى الوزارة فوجئوا بضجيج عند الخامسة والنصف من فجر الخميس، وتبيّن لهم حضور أكثر من 100 طالب عراقي، وقد نشب خلاف بينهم حول أحقية الدخول إلى الوزارة والأبواب لا تزال مقفلة فجرا"، موضحا أن "الحراس حاولوا تهدئتهم بعدما خرج سكان المباني المحيطة إلى الشرفات".
وحدث الإشكال خلال محاولة طلاب عراقيين مراجعة ملفاتهم، بعدما اشتكوا من تأخير تصديق معاملاتهم وشهاداتهم الجامعية. وأظهرت فيديوهات صراخ عناصر من الأمن اللبناني على الطلاب، خلال مطالبتهم بالتراجع.
الوزارة توضح
وجاء في بيان توضيحي أصدرته وزارة التربية، مساء الخميس، أنه "عندما فتحت الوزارة أبوابها لاستقبال المواطنين والمراجعين عند الثامنة صباحا، دخل عدد هائل من الطلاب العراقيين دفعة واحدة، بحيث اكتظ بهم مدخل دائرة المعادلات".
وأضاف أن "المعنيين حاولوا تنظيم الدخول، بعدما أخذوا جوازات السفر وقاموا بالمناداة عليهم بالاسم".
ووفق البيان، فقد أكدت رئيسة دائرة المعادلات ما قبل الجامعية، أن "موظفي الدائرة يحضرون 5 أيام إلى الوزارة، خلافا لكل الموظفين الذين يحضرون ليومين فقط، ويستقبلون المعاملات على مدى 3 أيام بدلا من يومين".
كما أشارت إلى أنه "تنعقد لجنة المعادلات يوم الجمعة للبت بالطلبات، وهي بمعدل 500 طلب أسبوعيا، من بينها 200 للعراقيين والباقي للبنانيين والجنسيات الأخرى".
وأوضحت: "الدائرة استقبلت على مدى سنة نحو 6 آلاف طلب معادلة عراقي، وحوالي 10 آلاف طلب ناقص لم تتم معادلته، في ظل الإضراب والإقفال القسري وحالات المرض وغلاء المحروقات".
وأضاف البيان: "السفارة العراقية في بيروت كانت قد نظمت بالتعاون مع الوزارة، سجلا لاستقبال 50 طلب معادلة للعراقيين يوميا، و50 أخرى كطلبات خاصة من جانب السفارة للديبلوماسيين وكبار الموظفين العراقيين، لكن هذا التنظيم لم يدم طويلا بسبب عدم التزام الطلاب العراقيين به، والإصرار على الحضور خارج أيام المواعيد المحددة لهم".
وتابع: "فجأة سقط أحد الشبان العراقيين المراجعين أرضا وأغمي عليه، واستمر التدافع على أولوية الدخول، وتعاون عدد من الطلاب العراقيين مع قوى الأمن الداخلي وحراس أمن المبنى لإقناع الطلاب المندفعين بالتراجع لرفع الشاب عن الأرض، إلا أنهم لم يتراجعوا".
وأدى ذلك، حسب البيان، إلى "دفع عنصر قوى الأمن إلى رفع صوته، حاملا قطعة من السياج الذي يضبط الصف لإقناعهم بالتراجع، وبعد هذه الحركة تم إسعاف الشاب بواسطة الصليب الأحمر اللبناني".
وقالت مصادر جامعية خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "الأزمة التي حصلت اليوم، كانت نتيجة حضور آلاف الطلاب بشكل شخصي بناء على طلب الوزارة، لإتمام معاملات تصديق الشهادات الثانوية شخصيا، للكشف عن حقيقة إقامتهم في لبنان".
لجنة وزارية عراقية إلى لبنان
ومساء الخميس، ذكرت وسائل إعلام محلية أن "لجنة وزارية عراقية قد تصل لبنان في الساعات القليلة المقبلة، بتوجيه من وزير التعليم العالي والبحث العلمي في العراق، نعيم العبودي، بهدف متابعة شؤون الطلاب".
وفي سياق متصل، أكدت مصادر خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، "متابعة رئيس الحكومة في لبنان، نجيب ميقاتي، الموضوع عن كثب".
رغم الأزمة.. ارتفاع أعداد الطلاب غير اللبنانيين
- أشارت مصادر تربوية في التعليم العالي، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه "على الرغم من الظروف السيئة اقتصاديا، ما زالت وفود الطلاب، خصوصا حاملي الجنسيات العربية تتجه نحو جامعات لبنان".
- يتوزع الطلاب العرب في مختلف الجامعات الخاصة. وعلى سبيل المثال، تضم جامعة بيروت العربية قسما كبيرا من الطلاب الفلسطينيين والسوريين، وعدد قليل من الطلاب العراقيين.
- تضم الجامعات الأجنبية، أعدادا مماثلة، بينما تضم الجامعات الخاصة حديثة المنشأ، الكثير من الطلاب العراقيين.
- وفق مصادر خاصة، يفوق عدد الطلاب العراقيين غيرهم من الجنسيات الأخرى في لبنان، نتيجة متابعة تحصيلهم الجامعي عن بعد أو بنسبة حضور منخفضة.