رهن رئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، استمرار القوات المسلحة في اتفاق وقعه مع القوى المدنية في الخامس من ديسمبر 2022 بدمج قوات الدعم السريع والحركات المسلحة في الجيش.
وقال البرهان في خطاب أمام حشد شعبي بمنطقة الزاكياب بولاية نهر النيل شمال الخرطوم، الخميس: "إذا كان هناك حديث واضح عن دمج الدعم السريع والحركات المسلحة في القوات المسلحة سنمضي في الاتفاق الإطاري".
وتابع: "أي كلام غير هذا لن يكون مقبولا لنا".
وينص مشروع الدستور الانتقالي الذي بني عليه الاتفاق الإطاري، على توحيد القوات المسلحة في السودان في جيش مهني واحد.
موقف "الدعم السريع"
• في يونيو 2021، أعلن نائب رئيس مجلس السيادة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) رفض دمج قواته في القوات المسلحة، وقال إن أي محاولة لدمج قوات الدعم السريع في الجيش "سيؤدي إلى تفكيك البلاد" وفق تعبيره.
• حينها أشار حميدتي إلى أن قوات الدعم السريع أنشئت بموجب قانون أجيز في عهد النظام السابق، واعتبر أنها "ليست كتيبة أو سرية صغيرة ليتم دمجها في الجيش".
• لكنه أبدى لاحقا انفتاحه نحو الاندماج، وقال في أبريل 2022: "نرغب جميعا في وحدة القوات، لكن نحتاج قبل ذلك إلى إنفاذ اتفاق جوبا للسلام الذي يتطلب من جميع الأطراف تبادل الثقة".
وظلت مسالة دمج قوات الحركات المسلحة في الجيش السوداني وتصحيح وضعية قوات الدعم السريع، مثار جدل مستمر منذ سقوط النظام السابق في أبريل 2019.
ورغم الصعوبات الكبيرة التي تواجه الترتيبات الأمنية والمخاطر الناجمة عن تعدد الحركات المسلحة، التي تبلغ أكثر من 11، فإن تحديد وضعية قوات الدعم السريع يبدو أكثر تعقيدا، في ظل القوة الكبيرة التي تمتلكها.
وفي وقت سابق، قطع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس، باستحالة تحقيق الاستقرار السياسي والأمني من دون "توحيد الجيوش" في البلاد.
وأضاف بيرتس: "يحتاج السودان إلى جيش قوي وموحد ومهني. يجب أن تبدأ عملية دمج جميع القوات والحركات المسلحة في فترة انتقالية جديدة أكثر استدامة. وقد كررت أكثر من مرة منذ وصولي إلى السودان في بداية عام 2021 أن البلد الذي يضم 5 أو 6 أو 7 جيوش مختلفة أو أكثر لن يكون مستقرا أبدا".